Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 99-99)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : { وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ } يا محمد { آيَاتٍ } واضحات ، مشتملة على علوم غيبية ، وأخبار نبوية ، وشرائع محكمة ، وأنوار قدسية ، وأسرار جبروتية ، وما يجحدها ويكفر بها إلا المتمرد في الكفر والطغيان ، الخارج عن الطاعة والإيمان ، فالفسق ، إذا استعمل في نوع من المعاصي ، دلّ على أعظمه وأقبحه ، وهو هنا الكفر ، والعياذ بالله . الإشارة : اعلم أن العبد إذا سبقت لهم من الله العناية ، ألقى الله في قلبه التصديق والهداية ، من غير أن يحتاج إلى علامة ولا آية ، بل يكشف له الحق تعالى عن سر الخصوصية وأنوارها ، فيشهد سره لصاحبها بالتقويم ، وتخضع له روحه بالتعظيم ، فتدبوا له أنوار الإيمان وتشرق عليه شموس العرفان ، من غير توقف على دليل ولا برهان ، بخلاف من سبق له الحرمان ، فلا ينجح فيه دليل ولا برهان ، والعياذ بالله من الخذلان . ولما ذَكّر النبيّ صلى الله عليه وسلم اليهود في شأن العهد الذي أخذه الله عليهم فيه ، قال مالك بن الصيف : والله ما عهد إلينا في محمد عهدٌ ولا ميثاق .