Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 91-91)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : { و } اذكر { التي أحصنت فرْجَها } على الإطلاق من الحلال والحرام ، والتعبير عنها بالموصول لتفخيم شأنها ، وتنزيهها عما زعموه في حقها . { فنفخنا فيها من رُّوحِنَا } أي : أجرينا روح عيسى فيه وهو في بطنها ، أو نفخنا في درع جيبها من ناحية روحنا ، وهو جبريل عليه السلام ، فأحدثنا بذلك النفخ عيسى عليه السلام ، وإضافة الروح إليه تعالى لتشريف عيسى عليه السلام ، { وجعلناها وابنها } أي قضيتهما ، أو حالهما ، { آية للعالمين } ، فإن من تأمل حالهما تحقق بكمال قدرته تعالى . وإنما لم يقل آيتين ، كما قال : { وَجَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ } [ الإسرَاء : 12 ] لأن مجموعهما آية واحدة ، وهي ولادتها إياه من غير فحل . وقيل : التقدير : وجعلناها آية وابنها كذلك ، فآيةٌ مفعول المعطوف عليه ، فحذف أحدهما لدلالة الآخر عليه . والله تعالى أعلم . الإشارة : مَنْ حَصَّلَ التقوى في صغره ، كان آية في كِبَرِهِ . تقول العامة : الثور الحراث في الربك يبان ، وتقول الصوفية : البداية مجلاة النهاية . وقالت الحكماء : الصغر يخدم على الكبر . وبالله التوفيق . ثمَّ ذكر اتفاقهم في التوحيد