Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 14-14)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : { إِن الله يُدخلُ الذين آمنوا } ، وتمكنوا من الإيمان ، وعبدوا الله وحده في جميع الحالات ، ولم يعبدوه على حرف ، { وعملوا } الأعمال { الصالحات } ، { جناتٍ تجري من تحتها } أي : من تحت قصورها { الأنهارُ } الأربعة . وهذا بيان حال المؤمنين العابدين له تعالى في جميع الحالات ، وأنَّ الله تفضل عليهم ، بما لا غاية وراءه ، إثر بيان سوء حال الكفرة ، من المجاهرين والمذبذبين ، وأنَّ معبودهم لا ينفعهم ، بل يضرهم مضرة عظيمة . ثم قال تعالى : { إِن الله يفعل ما يريد } من الأفعال المتقنة ، المبنية على الحِكَم البالغة الرائقة ، التي من جملتها : إثابة من آمن به ، وصدّق رسوله ، وعبده على كل حال ، وعقابُ من أشرك به ، وكذب رسول الله ، أو عبده على حرف . وبالله التوفيق . الإشارة : إن الله يُدخل الذين آمنوا ، واطمأنوا به ، وعبدوه في جميع الحالات ، وقاموا بعمل العبودية في كل الأوقات ، جنات المعارف ، تجري من تحتها أنهار العلوم والحكم ، إن الله يفعل ما يريد فيقرب هذا ، ويُبعد هذا ، بلا سبب " جَلَّ حُكْمُ الأزلِ أن يُضَافَ إلى العِلَلِ " . وبالله التوفيق . ولما كان نفوذ هذا الوعيد من المشرعين وإنجاز وعد المؤمنين تصديقاً لرسوله