Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 17-17)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : إنَّ { الله يفصل } : خبر " إنَّ " الأولى . يقول الحقّ جلّ جلاله : { إِن الذين آمنوا } بما ذكر من الآيات البينات ، أو بكل ما يجب الإيمان به - فيدخل ما ذكر دخولاً أوليًا - أي : آمنوا بذلك ، بهداية الله وإرادته ، { والذين هادوا والصابئين } ، وهم قوم من النصارى ، اعتزلوهم ، ولبسوا المسوح ، وقيل : أخذوا من دين النصارى شيئًا ، ومن دين اليهود شيئًا ، وهم القائلون بأن للعالم أصلين : نورًا وظلمة ، ويعتقدون تأثير النجوم . { والمجوس } وهم الذين يعبدون النار ، ويقولون : إن الخير من النور ، والشر من الظلمة ، { والذين أشركوا } ، وهم عبدة الأصنام من العرب وغيرهم ، فهذه ستة أديان ، خمسة للشيطان ، وواحد للرحمن . { إِن الله يفصِلُ بينهم يوم القيامة } في الأحوال والأماكن ، فلا يجازيهم جزاء واحدًا ، ولا يجمعهم في موطن واحد . أو يحكم بين المؤمنين ، وبين الفرق الخمسة المتفقة على ملة الكفر ، بإظهار المحق من المبطل ، فيُكْرم المحق ويهين المبطل ، { إن الله على كل شيء شهيد } أي : عالم بكل شيء ، مراقب لأحواله ، حافظ له ، مطلع على سره وعقده . ومن قضية الإحاطة بتفاصيل كل فرد من أفراد الفرق المذكورة : إجراء جزائه اللائق عليه ، وهو أبلغ وعيد . والله تعالى أعلم . الإشارة : كما يفصل اللهُ يوم القيامة بين الملل المستقيمة والفاسدة يفصل أيضًا بين أرباب القلوب المستقيمة الصحيحة المعمورة بنور الله ، وبين أرباب القلوب السقيمة الخاربة من النور ، المعمورة بالظلمة من الوساوس والخواطر ، فيرفع الأولين مع المقربين الصديقين ، ويسقط الآخرين في أسفل سافلين ، أو مع عامة أهل اليمين . وبالله التوفيق . ثمَّ برهن على كونه شهيداً على الاشياء بسجودها له