Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 38-38)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : { إِن الله يُدافع } يدفع غائلة المشركين { عن الذين آمنوا } فلا يقدرون أن يعوقوهم عن شيء من عبادة الله ، بل ينصرهم ويؤيدهم كما قال تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ غَافر : 51 ] ، وصيغة المفاعلة : إمَّا للمبالغة ، أو للدلالة على تكرير الدفع ، فإنها قد تجرد عن وقوع الفعل المتكرر من الجانبين ، فيبقى تكرره من جانب واحد ، كما في المحارسة ، أي : يبالغ في دفع ضرر المشركين وشوكتهم ، التي من جملتها صدهم عن سبيل الله ، مبالغةَ مَن يغالَبُ فيه ، أو يدفعها عنهم مرة بعد أخرى ، بحسب تجرد قصد الإضرار بالمسلمين ، كما في قوله : { كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا ٱللَّهُ } [ المَائدة : 64 ] . وقرأ المكي والبصري : " يدفع " . ثم علّل ذلك الدفع بقوله : { إِن الله لا يُحب كل خَوّانٍ كفور } أي : لأنَّ الله يبغض كل خوان في أمانة الله تعالى ، وهي : أوامره ونواهيه ، ومن أعظمها : الإيمان بالله ورسوله . أو في جميع الأمانات ، كفورٌ لنعم الله . والمعنى : إن الله يدافع عنهم لأنه يبغض أعداءهم ، وهم : الخونة الكفرة ، الذين يخونون الله والرسول ، ويخونون أماناتهم . وصيغة المبالغة فيها لبيان أنهم كذلك فيهما ، لا لتقييد البعض بغاية الجناية فإن الخائن ممقوت مطلقًا . والله تعالى أعلم . الإشارة : إن الله يدفع عن أوليائه ، والمتوجهين إليه ، كل عائق وشاغل ، وغائلة كل غائل ، الذين حازوا ذروة الإيمان ، وقصدوا تحقيق مقام الإحسان . فمن رام صدّهم عن ذلك فهو خائن كفور ، { إن الله لا يحب كل خَوّانٍ كفور } .