Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 56-57)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جل جلاله : { وما أرسلناك } يامحمد { إلا مبشراً } للمؤمنين { ونذيراً } للكافرين ، { قل ما أسألكم عليه } على تبليغ الرسالة { من أجْرٍ } من جهتكم ، فتقولون : أن يتخذ إلى ربه طريقاً تُوصله إليه ، بإنفاقِهِ مَالَهُ في سبيل الله ، فليفعل وليعطه لغيره . وقيل : الاستثناء متصل ، أي : لا أسألكم عليه أجراً ، إلا فعل من يريد أن يتقرب إليه تعالى ، ويطلب الزلفى عنده بالإيمان والطاعة ، حسبما أدعوكم إليهما . فَصوّر ذلك بصورة الأجر من حيث أنه مقصود الإتيان به ، واستثناه منه قطعاً لشائبة الطمع ، وإظهاراً لغاية الشفقة عليهم ، حيث جعل ذلك ، مع كون نفعه عائداً إليهم ، عائداً إليه صلى الله عليه وسلم . والله تعالى أعلم . الإشارة : العلماء بالله خلفاء الرسل ، فما أظهرهم الله في كل زمان إلا ليذكروا الناس ويعظوهم ويبشروهم ويُنذروهم ، من غير عوض ولا طمع ، فإن تعلقت همتهم بشيء من عرض الدنيا من أيدي الناس ، كسَف ذلك نورهم ، ونقص نفعهم ، وقَلَّ الاهتداء على أيديهم ، وقدم تقدم هذا مراراً . وبالله التوفيق . ثم أمر نبيّه بالتوكل ليغيب عن غيرهم وشرهم ، وعن طلب الأجر منهم ، فقال : { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ … }