Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 210-213)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جل جلاله : { وما تنزلت به } بالقرآن ، { الشياطينُ } ، رداً لما يزعمه الكفرة من أنه من قبيل ما تلقيه الشياطين على الكهنة ، بعد تحقيق الحق فيه ، ببيان أنه نزل به الروح الأمين . { ما ينبغي لهم } أي : وما يصح وما يستقيم لهم ذلك ، { وما يستطيعون } إنزاله أصلاً ، { إنهم عن السمع } أي : عن استراقة السمع من الملائكة { لمعْزولُونَ } لممنوعون بالشهب ، أو : لانتفاء المشاركة بينهم وبين الملائكة في قبول الاستعداد لفيضان أنوار الحق ، والانتعاش بأنوار العلوم الربانية والمعارف القدسية لأن نفوس الشياطين خبيثة ظلمانية شريرة ، ليست مستعدة إلا لقبول ما لا خير فيه ، من فنون الشرور ، فمن أين لهم أن يحوموا حول القرآن الكريم ، المنطوي على الحقائق الرائقة الغيبية ، التي لا يمكن تلقيتها إلا من الملائكة الكرام - عليهم السلام ؟ . { فلا تدعُ مع الله إلهاً آخر } كما هو شأن الأنفس الخبيثة الشيطانية ، { فتكونَ من المعذِّبين } ، تهديد لغيره على سبيل التعريض ، وتحريك له على زيادة الإخلاص ، وتنبيه لسائر المكلفين على أن الإشراك بلغ من القبح والسوء ، بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره منه ، فكيف بمن عداه . والله تعالى أعلم . الإشارة : وحي الإلهام الذي يتنزل على القلوب الصافية من الأغيار ، كوحي الأحكام ، ما تتنزل به الشياطين ، وما ينبغي لهم وما يستطيعون لأنهم ممنوعون من قلوب العارفين لِمَا احتفت به من الأنوار ، وما صانها من الأسرار ، أعني أنوار التوحيد وأسرار التفريد . وقال في لطائف المنن : إذا كان الحق تعالى حرس السماء من الشياطين بالشُهب ، فقلوب أوليائه أولى بأن يحرسها من الأغيار . هـ . بالمعنى : فلا تدع مع الله إلهاً آخر ، وهو ما سوى الله ، فتكون من المعذبين بوساوس الشياطين والخواطر والشكوك لأن القلب إذا مال إلى غير الله سلط الله عليه الشيطان ، فيكون ذلك القلب جراباً للشيطان ، يحشو فيه ما يشاء . والعياذ بالله . ثم أمر نبيّه بالإنذار والتذكير ، فقال : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ … }