Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 61-61)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جل جلاله : { أمَّن جعلَ الأرضَ قراراً } أي : قارة ثابتة ، ليستقر عليها الإنسان والدواب ، بإظهار بعضها من الماء ، ودحوها وتسويتها ، حسبما يدور عليه منافعهم . { وجعل خلالها } أواسطها { أنهاراً } جارية ينتفعون بها ، { وجعل لها رواسيَ } أي : جبالاً ثوابت ، تمنعها أن تميد بأهلها ، ولتتكون فيها المعادن ، وينبع من حضيضها المنابع . { وجعل بين البحرين } أي : العذب والمالح ، أو : خليجي فارس والروم حاجزاً برزخاً مانعاً من المعارجة والمخالطة ، { أإله مع الله } في الوجود ، أو : في إبداع هذه البدائع ؟ { بل أكثرهم لا يعلمون } شيئاً من الأشياء ، ولذلك لا يفهمون بطلان ما هم عليه من الشرك مع كمال ظهوره . الإشارة : أم من جعل أرض النفوس قراراً ، لتستقر عليها أحكام العبودية ، وتتصرف فيها أقدار الربوبية ، وجعل خلالها أنهاراً من علوم الشرائع ، وما يتعلق بعالم الحكمة من الحِكَم والأحكام ، وجعل لها جبالاً من العقل لتعرف صانعها ومدبرها ، وجعل بين بحر الحقيقة والشريعة حاجزاً وبرزخاً ، وهو نور العقل ؟ فما دام العقل صاحياً ميّز بين الحقيقة والشريعة ، فيلزمه التكليف ، ويعطي كل ذي حق حقه . فإذا سكر وغاب نوره سقط التكليف . وقد تُشرق على نور قمر العقل شمسُ العرفان ، فتغطيه مع وجود صحوه ، فيميز بين الحقائق والشرائع ، وتكون عبادته أدباً وشكراً . وبالله التوفيق . ثم ذكر نوعاً آخر ، فقال : { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ … }