Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 63-63)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جل جلاله : { أمَّن يهديكم في ظلمات البَرِّ والبحر } ليلاً ، وبعلامات في الأرض نهاراً ؟ أو : أمّن يهديكم إلى سلوك الطريق التي تُوصلكم إلى مقصدكم ، وأنتم في ظلمات الليل ، سواء كنتم في البر أو البحر ؟ فلا هادي إلى ذلك إلا الله تعالى . { ومن يُرسل الرياح } ، أو بالإفراد . { نُشراً } بالنون - أي : تنشر السحاب إلى الموضع الذي أمر الله بإنزال المطر فيه ، أو { بُشرا } - بالباء - أي مبشرة بالمطر { بين يدي رحمته } قدَّام المطر علامة عليه ، { أإله مع الله } يفعل ذلك ؟ { تعالى الله عما يُشركون } . وإظهار الاسم الجليل في موضع الإضمار للإشعار بعلِّية الحُكم ، أي : تعالى الله وتنزّه بذاته المنفردة بالألوهية ، المقتضية لكون كل المخلوقات مقهوراً تحت قدرته ، عن وجود ما يشركونه به تعالى . الإشارة : أمّن يهديكم إلى حل ما أشكل عليكم ، وأظلمت منه قلوبكم ، من علم بَر الشرائع . وبحر الحقائق ، فيهديكم في الأول إلى كشف الحق والصواب وفي الثاني إلى كشف الغطاء ورفع الحجاب ، أو : في الأول إلى علم البيان ، وفي الثاني إلى عين العيان بالذوق والوجدان . أو : في الأول إلى علم اليقين ، وفي الثاني إلى عين اليقين وحق اليقين . ومَن يُرسل رياح الواردات الإلهية ، بشارة بين يدي رحمته بالوصول إلى حضرته ، وهو التوحيد الخاص . ولذلك ختمه بقوله : { تعالى الله عما يُشركون } من رؤية وجود السِّوى . ثم ذكر نوعاً آخر ، فقال : { أَمَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ … }