Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 51-51)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : يقال : وصلت الشيء : جعلته موصولاً بعضه ببعض ، ويقال : وصلت إليه الكتاب : أبلغته . يقول الحق جل جلاله : { ولقد وصَّلْنا لهم } أي : لقريش ولغيرهم ، { القولَ } القرآن ، أي : تابعناه موصولاً بعضه ببعض في المواعظ والزواجر ، والدعاء إلى الإسلام . قال ابن عطية . وقال ابن عرفة اللُّغَوِي : أي : أنزلناه شيئاً بعد شيء ، ليصل بعضه ببعض ، ليكونوا له أوعى . هـ . وتنزيله كذلك ليكون أبلغ في التذكير ولذلك قال : { لعلهم يتذكرون } يعني : أن القرآن أتاهم متتابعاً متواصلاً وعداً ، ووعيداً ، وقصصاً ، وعِبَراً ، ومواعظ ليتذكروا فيفلحوا . وقيل : معنى وصلنا : أبلغنا . وهو أقرب لتبادر الفهم ، وفي البخاري : أي : " بيّنا وأتممنا " . وهو عن ابن عباس . وقال مجاهد : فصّلنا . وقال ابن زيد : وَصَلْنَا خير الدنيا بخير الآخرة ، حتى كأنهم عاينوا الآخرة في الدنيا . الإشارة : تفريق المواعظ في الأيام ، شيئاً فشيئاً ، أبلغ وأنفع من سردها كلها في يوم واحد . وفي الحديث : " كان صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا بالموعِظَةِ ، مَخَافَة السآمة علينا " والتخول : التعاهد شيئاً فشيئاً . والله تعالى أعلم . ثم ذكر من آمن به وعرف قدره ، فقال : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ … }