Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 36-37)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جل جلاله : { و } أرسلنا { إلى مدينَ أخاهم شعيباً فقال يا قوم اعبدوا الله } وحده ، { وارجُوا اليومَ الآخر } أي : خافوه ، واعملوا ما ترجون به الثواب فيه ، { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } قاصدين الفساد ، { فكذّبوه فأخذتهم الرجفةُ } الزلزلة الشديدة ، أو : الصيحة من جبريل عليه السلام لأن القلوب رجفت بها ، { فأصبحوا في دارهم } بلدهم وأرضهم ، { جاثمين } باركين على الرُكب ميتين . الإشارة : العبادة مع الغفلة عن العواقب الغيبية المستقبلة ، لا جدوى لها ، كأنها عادة ، وخوف العواقب ، من غير استعداد لها ، خذلان ، والاجتهاد في العمل ، مع ارتقاب العواقب الغيبية ، فلاح ، من شأن أهل البصائر ، كما قال تعالى في حق من مدحهم من أكابر الرسل : { أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبْصَارِ إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } [ ص : 45 - 46 ] . ثم ذكر قوم هود وصالح وموسى - عليهم السلام - فقال : { وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ … }