Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 160-160)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : { إن ينصركم الله } كما نصركم يوم بدر ، { فلا غالب لكم } من أحد من الناس ، { وإن يخذلكم } كما خذكم يوم أحد ، { فمن } هذا { الذي ينصركم من بعده } تعالى ، أي : فلا ناصر سواه . وهذا تنبيه على الحث على التوكل ، وتحريض على ما يستوجب به النصر ، وهو الاعتماد على الله ، وتحذير مما يستوجب الخذلان ، وهو مخالفة أمره وعصيان رسوله ، أو الاعتماد على غيره ، ولذلك قال : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } لِمَا علموا ألا ناصر سواه . الإشارة : إن ينصركم الله على مجاهدة النفوس ، ودوام السير إلى حضرة القدوس ، فلا غالب لكم من النفس ، ولا من الناس ولا من الهوى ولا من الشيطان ، وإن يخلذكم - والعياذ بالله - فمن ذا الذي ينصركم من بعد خذلانه لكم ؟ فليعتمد المريد في سيره على مولاه ، وليستنصر به في قطع حظوظه وهواه ، فإنه لا ناصر له سواه . وأنشدوا : @ إِذَا كَانَ عُوْنُ اللّهِ لِلمَرْءِ نَاصِراً تَهَيَّأ لَهُ مِنْ كُلِّ صَعْبِ مُرَادُهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِن اللّهِ للْفَتَى فَأَكْثَرُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتِهَادُهُ @@ وبالله التوفيق ، وهو الهادي إلى سواء الطريق .