Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 190-190)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : { إن في خلق السماوات والأرض } وأظهارهما للعيان ، لَدلائل واضحة على وجود الصانع ، وكمال قدرته ، وعلمه ، لذوي العقول الكاملة الصافية ، الخالصة من شوائب الحس والوهم . قال البيضاوي : ولعل الاقتصار على هذه الثلاثة في هذه الآية لأن مناط الاستدلال هو التغير ، وهذه متعرضة لجملة أنواعه ، فإنه - أي التغير - إما أن يكون في ذات الشيء ، كتغير الليل والنهار ، أو جزئه ، كتغير الناميات بتبدل صورها ، أو لخارج عنها ، كتغير الأفلاك بتبدل أوضاعها ، وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم : " وَيْلٌ لمن قَرَأَهَا ولَمْ يَتَفَكَرْ فِيْهَا " . الإشارة : الخلق هو الاختراع والإظهار ، فإظهار هذه التجليات الأربعة يدل على الحقّ - تعالى - تجلى لعباده بين الضدين ، بين النور والظلمة ، بين القدرة والحكمة ، بين الحس والمعنى ، وهكذا خلق من كل زوجين اثنين ، ليقع الفرار من إثنينية حسهما إلى فردية معناهما ، ففرّوا إلى الله ، فالسماوات والنهار نورانيان ، والأرض والليل ظلمانيان ، ففي ذلك دلالة على وحدة المعاني ، فلا تقف مع الأواني ، وخُض بحر المعاني ، لعلك تراني . وبالله التوفيق .