Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 44-44)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : لحبيبه صلى الله عليه وسلم : { ذلك } القصص الذي أطلعتك عليه ، هو { من } أخبار { الغيب } الذي لم يكن لك به شعور ، وما عرفته إلا بوحينا وإعلامنا ، فلا يشك في نبوتك إلا مطموس أعمى ، { و } أيضاً : { ما كنت لديهم } أي : عندهم ، حين كانوا { يلقون أقلامهم } لما اقترعوا ، { أيهم يكفل مريم ، وما كنت لديهم إذ يختصمون } في كفالتها ، فتخبرهم عما شهدت ، بل لم يكن شيء من ذلك ، فتعين أن يكون وحياً حقيقيّاً ، لأنه عليه الصلاة والسلام - كان أمياً لم يطالع شيئاً من كتب الأخبار ، ولا جلس إلى من طالعهم من الأحبار ، بإجماع الخاص والعام . والله تعالى أعلم . الإشارة : اعلم أن الوحي على أربعة أقسام : وحي منام ، ووحي إلهام ، ووحي أحكام ، ووحي إعلام ، وشاركت الأولياءُ الأنبياءَ في ثلاثة : الإلهام والمنام والإعلام ، إن كان بغير الملَك ، ومعنى وحي إعلام : هو إطلاع الله النبيّ على أمور مغيبة ، فإن كان بواسطة الملك ، فهو مختص بالأنبياء ، كما اختصت بوحي الأحكام ، وأما إن كان بالإلهام أو بالمنام أو بالفهم عن الله ، فيكون أيضاً للأولياء ، إذ الروح إذا اتصفت وتطهرت من دنس الحس أطلعها الله على غيبه في الجملة ، وأما التفصيل فلا يعلمه إلا علاّم الغيوب ، والله أعلم .