Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 5-6)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : { إن الله لا يخفى عليه شيء } من أمر خلقه ، إيماناً أو كفراناً ، طاعة أو عصياناً ، أحاط علمه بما في السماوات العلي وما في الأرضين السفلى ، كليّاً كان أو جزئيّاً ، حسيّاً أو معنوياً ، يعلم عدد الحصى والرمال ، ومكاييل المياه ومثاقيل الجبال ، ويعلم حوادث الضمائر ، وهواجس الخواطر ، بعلم قديم أزلي ، وله قدرة نافذة وحكمة بالغة ، فبقدرة صَوَّرَ النُّطَف في الأرحام كيف شاء سبحانه من نقص أو تمام ، وأتقنها بحكمته ، وأبرزها إلى ما يَسَّرَ لها من رزقه ، سبحانه من مدبر عليم ، عزيز حكيم ، لا يُعجزه شيء ، ولا يخرج عن دائرة علمه شيء ، لا موجود سواه ، ولا نعبد إلا إياه ، وبالله التوفيق ، وهو الهادي إلى سواء الطريق . الإشارة : مَنْ تحقق أن الله واحدٌ في ملكه ، لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، وأنه أحاط به علماً وسمعاً وبصراً ، وأن أمره بين الكاف والنون ، { إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [ يس : 82 ] - كيف يشكو ما نزل به منه إلى أحد سواه ؟ أم كيف يرفع حوائجه إلى غير مولاه ؟ أم كيف يعول هما ، وسيدُه من خيره لا ينساه ؟ من دبرك في ظلمة الأحشاء ، وصوَّرك في الأرحام كيف يشاء ، وآتاك كل ما تسأل وتشاء ، كيف يَنْساكَ من بره وإحسانه ؟ أم كيف يخرجك عن دائرة لطفه وامتنانه ؟ وفي ذلك يقول لسان الحقيقة :