Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 26-26)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : فاعل " يهد " : هو الله ، بدليل قراءة زيد عن يعقوب " نهد " بالنون ، ولا يجوز أن يكون الفاعل ، " كم " لأن الاستفهام له صدر الكلام ، فلا يَعْمَلُ فيه بما قَبْله . يقول الحق جل جلاله : { أَوَ لَمْ يَهْدِ لهم } أي : يُبين لهم الله تعالى ما يعتبرون به ، فينظروا { كم أهلكنا مِن قبلهِم من القرون } كعاد وثمود ، وقوم لوط ، { يمشون } يعني : قريشاً ، { في مساكنهم } حين يمرون على ديارهم ، ومنازُلُهمْ ، خاوية ، في متاجرهم إلى الشام ، { إن في ذلك لآياتٍ } دالة على قدرتنا ، وقهريتنا { أفلا يسمعون } المواعظ ، فيتعظون بها ؟ . الإشارة : قال القشيري : لم يعتبروا بمنازل أقوام كانوا في حَبْرَةٍ ، فصاروا في عَبرةً كانوا في سرورِ ، فآلوا إلى ثبور ، فجميع ديارهم وتراثِهم صارت لأغيارهم ، وصُنوفُ أموالهم عادت إلى أشكالهم ، سكنوا في ظِلالهم ، ولم يعتبروا بمن مضى من أمثالهم ، وفي مثلهم قيل : @ نِعَــمٌ ، كانــت عــلى قــو مٍ زمـانـا ، ثــم فـاتــت ، هكــذا النعمــةُ والإحـــ ســانُ قـد كانـت وكانـت . @@ ثم ذكرّهم بآثار قدرته ، فقال : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ … } .