Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 6-6)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { ويرى } : مرفوع ، استئناف ، أو منصوب ، عطف على { ليجزي } . و { الحق } : مفعول ثان ليرى العلمية . والمفعول الأول : { الذي أُنزل } وهو ضمير فصل . يقول الحق جلّ جلاله : { ويَرَى الذين أُوتوا العلم } من الصحابة ، وممن شايعهم من علماء الأمة ومن ضاهاهم ، أو علماء أهل الكتاب الذين أسلموا ، كعبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ، أي : يعلمون { الذي أُنزل إِليك من ربك } يعني القرآن { هو الحق } لا يرتابون في حقيّته لِما نطوى عليه من الإعجاز ، وبموافقته للكتب السالفة ، على يد مَن تحققت أميته . أو : ليجزي المؤمنين ، وليعلم أولو العلم عند مجيء الساعة أنه الحق ، علماً لا يزاد عليه في الإيقان ، لكونه محل العيان ، كما علموه في الدنيا من طريق البرهان . { ويهدي إِلى صراط العزيز الحميد } وهو دينُ الله ، من التوحيد ، وما يتبعه من الاستقامة . الإشارة : أول ما يرتفع الحجاب عن العبد بينه وبين كلام سيده ، فيسمع كلامه منه ، لكن من وراء رداء الكبرياء ، وهو رداء الحس والوهم ، فيجد حلاوة الكلام ويتمتع بتلاوته ، فيلزمه الخشوع والبكاء والرِقة عند تلاوته . قال جعفر الصادق : " لقد تجلّى الحق تعالى في كلامه ولكن لا تشعرون " . ثم يرتفع الحجاب بينه وبين الحق تعالى ، فيسمع كلامه بلا واسطة ولا حجاب ، فتغيب حلاوة الكلام في حلاوة شهود المتكلم ، فينقلب البكاء سروراً ، والقبض بسطاً . وعن هذا المعنى عبّر الصدِّيق عند رؤيته قوماً يبكون عند التلاوة ، فقال : " كذلك كنا ولكن قست القلوب " فعبّر عن حال التمكُّن والتصلُّب بالقسوة لأن القلب قبل تمكُّن صاحبه يكون سريعَ التأثُّر للواردات ، فإذا تمكّن واشتد لم يتأثر بشيء . وصراط العزيز الحميد هو طريق السلوك إلى حضرة ملك الملوك . وبالله التوفيق . ثم ذكر مقالة أخرى للكفرة فقال : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ … }