Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 25-26)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جلّ جلاله : { وإِن يُكذّبوك } أي : قومك { فقد كَذَّب الذين مِن قبلهم } رسلهم ، حال كونهم قد { جاءتهم رُسُلُهم بالبينات } بالمعجزات الواضحة ، { وبالزُّبر } وبالصحف { وبالكتاب المنير } أي : التوراة ، والإنجيل ، والزبور . ولَمَّا كانت هذه الأشياء من جنسهم ، أسند المجيء بها إليهمْ إسناداً مطلقاً ، وإن كان بعضُها في جميعهم ، وهي البينات ، وبعضها في بعضهم ، وهي الزُبُر والكتاب . ويجوز أن يراد بالزُبر والكتاب واحد ، والعطف لتغاير الوصفين ، فكونها زُبُر باعتبار ما فيها من المواعظ التي تزبر القلوب ، وكونها كتباً منيرة لِمَا فيها من الأحكام والبراهين النيِّرة . { ثم أخذتُ الذين كفروا } أي : ثم عاقبتُ الكفرة بأنواع العقاب ، { فكيف كان نكير } إنكاري عليهم ، وتعذيبي لهم ؟ والاستفهام للتهويل . الإشارة : تكذيب الصادقين سُنَّة ماضية . فأولياء كل زمان يتسلُّون بمَن سلف قبلهم ، فقد قُتل بعضهم ، وسُجن بعضهم ، وأُجلي بعضهم ، إلى غير ذلك زيادة في مقامهم وترقية بأسرارهم . والله عليم حكيم . ثم ذكر دلائل قدرته على إهلاك من خالف أمره فقال : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ … }