Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 28-29)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جلّ جلاله : { وما أنزلنا على قومه من بعده } أي : من بعد قتله ، أو رفعه { من جُندٍ من السماء } فيهلكهم ، { وما كنا مُنزِلينَ } وما كان يصحّ في حكمنا في إهلاك قوم أن نُنزل عليهم جنداً من السماء ، كما فعلنا معك يوم بدر والخندق لحظوتك عندنا . وفيه تحقير لإهلاكهم ، وتعظيم لشأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في الكشاف : فإن قلت : لِمَ أنزل الجنود من السماء يوم بدر والخندق ، مع أنه كان يكفي ملك واحد ، فقد أهلكت مدائن قوم لوط بريشة من جناح جبريل ، وبلاد ثمود وقوم صالح بصيحة واحدة ؟ قلت : لأن الله فضَّل محمداً صلى الله عليه وسلم بكل شيء ، على كبار الأنبياء وأولي العزم ، فضلاً عن حبيب النجار . هـ . ملخصاً . { إِن كانت } العقوبة { إِلا صيحةً واحدةً } صاح عليهم جبريل عليه السلام { فإِذا هم خامِدُون } ميتون . الإشارة : كل وعيد ورد في مُكذِّبي الرسل يجر ذيله على مُكذِّبي الأولياء لأنهم خلفاء الأنبياء ، إلا أن عقوبة مؤذي الأولياء ، تارة تكون ظاهرة ، في الأبدان والأموال ، وتارة باطنة ، في قسوة القلوب والتعويق عن صالح الأعمال ، وكسْف نور الإيمان والإسلام ، والبُعد وسوء الختام ، وهي الحسرة العظمى ، كما قال تعالى : { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ … }