Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 48-48)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جلّ جلاله : { واذكر إِسماعيلَ } ، فصل ترجمته عن أبيه وأخيه للإشعار بعلو شأنه ، واستقلاله بالشرف والذكر ، ولعراقته في الصبر ، الذي هو المقصود بالتذكير ، وهو أكبر بنيه . { و } اذكر { الْيَسَعَ } بن خطوب بن العجوز ، استعمله إلياس على بني إسرائيل ، ثم استنبىء . و " الـ " فيه ، قيل : للتعريف ، وأصله : يسع ، وقيل : زائدة لأنه عجمي علَم ، وقيل : هو يوشع ، { وذا الكفلِ } وهو ابن عم اليسع ، أو : بشر بن أيوب . واختلف في نبوته وسبب لقبه ، فقيل : فرّ إليه مائة نبي من بني إسرائيل ، خوفاً من القتل ، فآواهم وكفلهم ، وقيل : تكفل بعبادة رجل صالح كان في وقته . { وكلٌّ } أي : وكلهم { مِّنَ الأخيارِ } المشهورين بالخيرة . الإشارة : إنما كان هؤلاء مصطفين أخياراً بالوفاء بالعهود ، والوقوف مع الحدود ، والصبر على طاعة الملك المعبود ، وتحمُّل ما يقرب إلى حضرة الشهود . فكل مَن اتصف بهذه الخصال كان من المُصْطَفَين الأخيار . ثم ذكر عامة المؤمنين ، أو : ما أعدّ لمَن ذُكر آجلاً ، بعد ذكرهم الجميل عاجلاً ، فقال : { هَـٰذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ } .