Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 152-152)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : { بين } : من الأمور النسبية ، فلا بد أن تدخل على متعدد ، تقول جلست بين فلان وفلان ، وإنما دخلت هنا على { أحد } لأنه يقتضي متعددًا لعمومه ، لانه رفع في سياق النفي . قاله البيضاوي . يقول الحقّ جلّ جلاله : { والذين آمنوا بالله } وما يجب له من الكمالات ، { ورسله } وما يجب لهم كذلك ، { ولم يُفرقوا بين أحد منهم } بأن آمنوا بجميعهم ، وصدقوا بكل ما جاؤوا به من عند ربهم ، { أولئك سوف نؤتيهم أجورهم } الموعودة لهم ، بأن نُجِلَّ مقدارهم ، ونرفع مقامهم ، ونُبوئهم في جنات النعيم . وتصديره بسوف لتأكيد الوعد والدلالة على أنه كائن لا محالة وإن تأخر وقته ، ولمًا كان العبد لا يخلوا من نقص ، رفع الخوف عنهم بقوله : { وكان الله غفورًا } لما فرط منهم { رحيمًا } بهم بتضعيف حسناتهم . الإشارة : والذين صدقوا بأولياء الله ، وعظموا جميعهم ، واقتبسوا من أنوارهم كلهم ، أولئك سوف نؤتيهم أجورهم ، بأن أُنعمهم في جنات المعارف في دار الدنيا ، فإن ماتوا أسكنَّاهم في الفراذيس العُلَى { في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ } [ القمر : 55 ] . والله تعالى أعلم .