Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 31-31)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : المدخل بالضم : مصدر ، بمعنى الإدخال ، وبالفتح : المكان ، ويحتمل المصدر . يقول الحقّ جلّ جلاله : إن تجتنبوا كبائر الذنوب التي تُنهون عنها { نكفر عنكم سيئاتكم } الصغائر { وندخلكم مُدْخلاً كريمًا } وهو الجنة ، أو إدخالاً مصحوبًا بالكرامة والتعظيم ، واختلف في الكبائر ، هل تعرف بالعد أو بالحد ؟ فقيل : سبع ، وقيل : سبعون ، وقيل : سبعمائة ، وقيل : كل معصية فهي كبيرة . عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " اجتَنِبُوا السَّبعَ المُوبِقَاتِ : الإشراك باللهِ ، والسَّحرَ ، وقَتلَ النَّفس بغير حقها ، وأكلَ الرَبّا ، وأكلَ مَالِ اليَتِيمِ ، والفرار مِن الزَّحفِ ، ورَمي المُحصنَاتٍ الغَافِلاتِ المُؤمِنَاتِ " . قال ابن جزي : لا شك أن هذه مِنَ الكبائر لنص الشارع عليها ، وزاد بعضهم عليها أشياء ورد النص عليها في الحديث أنها من الكبائر ، منها عقوق الوالدين ، وشهادة الزور ، واليمين الغموس ، والزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، والنهبة ، والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله ، ومنع ابن السبيل الماء ، والإلحاد في البيت الحرام ، والنميمة ، وترك التحرّز من البول ، والغلول ، واستطالة الرجل في عرض أخيه ، والجور في الحكم . وقيل في حدّها : كل جريمة تؤذن بقلة الدين ورقة الديانة ، وقيل : ذنوب الظاهر صغائر ، وذنوب الباطن كبائر . وقيل : كل ما فيه حق الغير فهو كبائر ، وما كان بينك وبين الله تعالى صغائر ، واحتج هذا بقوله عليه الصلاة والسلام ـ : " يُنَادِي يومَ القيامة مناد من بُطنان العرش : يا أمّة أحمد ، إنّ الله تعالى يقول : أمَّا ما كان لي قِبلَكُمُ فقد وهبتهُ لكم ، وبقيت التباعات ، فَتواهبُوها ، وادخلوا الجنة " . الأشارة : كل ما يُبعد العبد عن حضرة ربه فهو من أكبر الكبائر ، فمن اجتنب ذلك واتقى كل ما يشغله عن الله أدخله الله مدخلاً كريمًا ، وهو حضرة الشهود والتلذذ برؤية المعبود ، والترقي في أسرار الحبيب الودود . قال الورتجبي : قال أبو تراب : أمر الله باجتناب الكبائر ، وهي الدعاوى الفاسدة ، والإشارات الباطلة ، وإطلاق اللفظ بغير الحقيقة . هـ .