Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 8-8)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : الضمير في { منه } : يعود على المقسوم المفهوم من القسمة . يقول الحقّ جلّ جلاله : { وإذا حضر } معكم في قسمة التركة ذَوو القرابة مِمَّنْ لا يرث ، كالأخوال والخالات والعمات ، { واليتامى والمساكين فارزقوهم } أي : فأعطوهم شيئًا من المال المقسوم تطييبًا لقلوبهم . فإن كان المال لغيركم ، أو كان الورثة غيرَ بالغين ، فقولوا لهم { قولاً معروفًا } ، بأن تُعلموهم أن المال لغيرنا ، ولو كان لنا لأعطيانكم ، والله يرزقنا وإياكم . واختلف في هذا الأمر ، هل للندب ــ وهو المشهور ــ أو للوجوب ونسخ بآية المواريث ؟ وقيل : لم يُنسخ ، وهي مما تهاون الناس بها . والله تعالى أعلم . الإشارة : يقول الحق جل جلاله لخواص أحبابه : إذا دارت الكؤوس بخمرة الملك القدوس ، وتعاطيتهم قسمتها بين أرواحكم حتى امتلأت جميعُ أشباحكم ، وروت منها عُروقكم ، وحضر معكم من ليس من أبناء جنسكم ، ممن لا يُحل شرْب خمرتكم ، فإن كان من أهل المحبة والوداد ، أو من له بكم قرابة واستناد ، فلا تحرموه من شراب خمرتكم ، ولا من نفحات نسمتكم ، فإنكم قوم لا يشقى جليسكم ، فارزقوه من ثمار علومكم ، واسقوه من شراب خمرتكم ، وذكَّروه بالله ، وقولوا له ما يدله على الله ، ويوصله إلى حضرة الله ، وهذا هو القول المعروف ، الذي هو بالنصح موصوف . رُوِي أن أبا هريرة رضي الله عنه نادى في سوق المدينة : يا معشر التجار ، اذهبوا إلى المسجد ، فأنَّ تركة مُحمدٍ تقسم فيه ، لتأخذوا حقكم منها مع الناس قبل أن تنفد ، فذهب التُجَّارُ إلى المسجد النبوي ، فوجدوه معمورًا بالناس ، بعضهم يُصلي ، وبعضهم يتلو ، وبعضهم يذكر ، وبعضهم يعلم العلم ، فقالوا : يا أبا هريرة ، ليس هنا ما ذكرت من قسم التركة ! فقال لهم : هذه تركة محمد صلى الله عليه وسلم ، لا ما أنتم عليه من جمع الأموال أو كما قال رضي الله عنه .