Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 6-8)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جلّ جلاله : { وكم أرسلنا } أي : كثيراً أرسلنا قبلك { من نبيٍّ في الأولين } في الأمم الماضية ، فكذَّبوهم واستهزؤوا بهم . { وما يأتيهم من نبيٍّ إلا كانوا به يستهزئون } ، فاصبر كما صبروا . ويحتمل أن يكون تقريراً لِمَا قبله لبيان أن إسراف الأمم السابقة لم يمنعه تعالى من إرسال الرسل إليهم ، وكونها تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم أظهر . { فأهلكنا أشدَّ منهم بَطْشاً } أي : فأهلكنا مِن الأمم السالفة مَن كان أكثر منهم طغياناً وإسرافاً ، { ومضى مَثَلُ الأولين } أي : سلف في القرآن غير مرة ذكر قصة الأولين ، وهي عِدةٌ له صلى الله عليه وسلم ، ووعيد لقومه ، بطريق الأولوية . فمثل ما جرى على الأولين يجري على هؤلاء لاشتراكهم في الوصف . وظاهر الآية : أن النبي والرسول واحد ، والمشهور : أن النبي أعم ، فكل رسول نبي ، ولا عكس ، فالنبي مقصور في الحُكم على نفسه ، والرسول نبيّ مكلّف بالتبليغ . الإشارة : ما سُليت به الأنبياء والسل يُسلَى به الأولياء لأنهم خلفاؤهم ، فكل مَن أُوذي واستُهزئ به يتذكر ما جرى على مَن كان أفضل منه من الأنبياء وأكابر الأولياء ، فيخف عليه الأذى . وبالله التوفيق . ثم ذكر إقرارهم بوجود الصانع ، فقال : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } .