Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 7-8)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جلّ جلاله : { وإِذا تتلى عليهم آياتُنا بيناتٍ } واضحات ، أو : مبنيات ، جمع بيِّنة ، وهي الحجة والشاهد ، { قال الذين كفروا للحق } أي : لأجله وفي شأنه ، والمراد بالحق : الآيات المتلوة ، وبالذين كفروا : المتلُوّ عليهم ، فوضع الظاهر موضع الضمير للتسجيل عليهم بالكفر والمتلُو بالحق ، والأصل : قالوا في شأن الآيات ، التي هي حق { لمَّا جاءهم } أي : بادهوا الحق بالجحود ساعة أتاهم ، وأول ما سمعوه ، من غير إجالة فكر ولا إعادة نظر : { هذا سحر مبين } ظاهر كونه سحر . { أم يقولون افتراه } إضراب وانتقال من حكاية شناعتهم السابقة - وهي تسميتهم الآيات سحراً ، إلى حكاية ما أشنع منها ، وهو كون الرسول صلى الله عليه وسلم { افتراه } أي : اختلقه ، وأضافه إلى الله كذباً ، والضمير للحق ، والمراد به الآيات . { قل إِن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً } أي : إن افتريته على سبيل الفرض لعاجلني الله بعقوبة الافتراء ، فلا تقدرون على كفه من معاجلتي ، ولا تملكون لي شيئاً مِن دفعه ، فكيف أفتريه وأتعرّض لعقابه الذي لا مناص منه ؟ ! { هو أعلم بما تُفيضون فيه } من القدح في وحي الله تعالى والطعن في آياته ، وتسميته سحراً تارة وفرية أخرى . { كفى به شهيداً بيني وبينكم } حيث يشهد لي بالصدق والبلاغ ، وعليكم بالكذب والجحود ، وهو وعيد بجزاء إفاضتهم ، { وهو الغفورُ الرحيم } لمَن تاب وآمن ، وهو وعد لمَن آمن بالمغفرة والرحمة ، وترغيب في الإسلام . الإشارة : رمي أهل الخصوصية بالسحر عادةٌ مستمرة ، وسُنَّة ماضية ، ولقد سمعنا هذا فينا وفي أشياخنا مراراً ، فيقول أهل الخصوصية : إن افترينا على الله كذباً عاجلنا بالعقوبة ، { فلا تملكون لنا من الله شيئاً … } الآية . ثم أمر نبيه بالجواب عما رموه به ، فقال : { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ } .