Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 17-17)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جلّ جلاله : { ليس على الأعمى حرجٌ } في التخلُّف عن الغزو { ولاعلى الأعرج حرجٌ ولا على المريض } الذي لا يقدر على الحرب { حرج } لأن الجهاد منوط بالاستطاعة ونفي الحرج ، وهؤلاء أعذارهم ظاهرة صحيحة ، فلا حرج عليهم في التخلُّف . وفي التصريح بنفي الحرج مع كل طائفة مزيد اعتناء بأمرهم ، وتوسيع لدائرة الرخصة . { ومَن يُطع الله ورسوله } فيما ذكر من الأوامر والنواهي ، { يُدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومَن يتولّ } يُعرض عن الطاعة { يُعذبه عذاباً أليماً } لا يقادر قدره . وقرأ نافع والشامي بنون العظمة ، والباقي بيان الغيبة . الإشارة : أصحاب هذه الأعذار إن صحبوا الرجال ، وحطُّوا رؤوسهم لهم ، وبذلوا نفوسهم وفلوسهم ، سقط عنهم السفر إلى صحبة أشياخهم ، ووصفت الواردات والأمداد إليهم في أمكانهم ، ونالوا مراتب الرجال ، حيث حبسهم العذر من العمى والعرج والمرض المزمن ، والله يزرق العبدَ على قدر نيته وهمته . ثم ذكر شأن بيعة الرضوان ، فقال : { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } .