Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 20-21)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جلّ جلاله : { إِنّ الذين يُحادون اللهَ ورسولَه } أي : يخالفونهما ، ويجعلون بينهم وبينهما حدّاً ، وهم حزب الشيطان المتقدم ، { أولئك في } جملة { الأذَلِّينَ } لا ترى أحداً أذلّ منهم من الأولين والآخرين لأنّ ذِلة أحد المتخاصمين على قدر عزة الآخر ، وحيث كانت عزة الله غير متناهية كانت ذلة مَن يُحاده كذلك . { كتب اللهُ } في اللوح وقضاه ، وحيث جرى مجرى القسم أجيب بما يُجاب به ، فقال : { لأغْلِبنَّ أنا ورسلي } بالحجة والسيف ، أو بأحدهما ، وهو تعليل لِما قبله من كون مَن حاد الله في الأَذلِّين . { إِنَّ الله قويٌّ } على نُصرة أوليائه ، { عزيزٌ } لا يمتنع عليه ما يريد . الإشارة : كل مَن يُعادي أهلَ الله مخذول ، عاقبته الذل في الدنيا والآخرة ، { كتب الله لأغْلِبَنَّ أنا ورسلي } وخلفاؤهم من أولئك ، { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ } [ الحج : 40 ] ، إلاَّ مَن تعدّى منهم طورَه ، كمَن تعرّض للظهور ، وهو من أهل الباطن ، فإنَّ القدرة تخدمه وتؤدبه لأنّ الباطن لا ينقلب ظاهراً ، ولا عكسه . والله تعالى أعلم . ثم ذكر شأن حزب الله ، فقال : { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } .