Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 5-5)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ما قطعتم من لِّينَةٍ } ، قال القشيري : هو نوع من النخل ما عَدا العجوة والبَرْنِيّ ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعها من مال بني النضير ، فقطع بعضها ، فقالت اليهود : أي فائدة في هذا ؟ فبقي المسلمون في الجواب ، فأنزل الله هذه الآية . هـ . وأصلها : لونة ، من الألوان ، فقلبت ياء ، وقيل : اللينة : النخلة الكريمة ، كأنهم اشتقوها من اللين ، أي : أيّ شيء قطعتم من لِينة { أو تركتموها قائمةً على أصولها } من غير أن تتعرضوا لها بشيء { فبإذن الله } فقطعها وتركها بإذن الله ، { وليُخزي الفاسقين } أي : وليذل اليهود ويغيظهم أذِنَ في قطعها وقلعها وفي تركها ، وأمر المؤمنين أن يحتكموا في أموالهم كيف شاؤوا . واستُدل به على جواز هدم ديار الكفرة ، وقطع أشجارهم ، وحرق زروعهم ، إذا لم يُرج وكان فيه إنكاء للعدو . وتخصيص اللينة بالقطع ليكون غيظهم أشد . الإشارة : قَطْعُ شجرة حب الدنيا من القلب واجب على المريد في بدايته ، ولو أدّى إلى إفساد المال لإصلاح قلبه ، ارتكاباً لأخف الضررين ، ومنه : قضية الشبلي في إحراق ثوب وقلنسوته ، في حكاية التلميذ ، فإذا تمكن من المعرفة خُيِّر ، وله يقال : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها … } الآية . وقال القشيري بعد تفسير الظاهر : وفيه دليل على أن الشرع غير مُعَلل ، فإذا جاء الأمر الشرعي بَطَلَ طلب التعليل ، وسكتَت الألسن عن المطالبة بـ " لِمَ " وخُطورُ الاعتراض والاستقباحِ بالبال خروج عن حدّ العرفان ، والشيوخ قالوا : مَن قال لأستاذه : " لِمَ " لا يفلح ، وكل مريدٍ يكون لأمثال هذه الخواطر جولان في قلبه لا يجيءُ منه شيء ، ومَن لم يتجرّد قلبُه عن طلب الإعلال ، ولم يباشِرْ حُسْنَ الرضا بكل ما يجري ، واستحسانَ ، كل ما يبدو من الغيب من الله سرّه وقلبَه فليس من الله في شيء . هـ . ومثله قول الحِكَم : " ما ترك مِن الجهل شيئاً مَن أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهره الله فيه " . ثم ذكر حكم الفيء ، فقال : { وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ } .