Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 122-122)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { كَمَنَ } : موصولة ، و { مَّثَلُه } : مبتدأ ، و { في الظلمات } : خبره ، وقيل : مثل هنا زائدة ، أي : كمن هو في الظلمات ، و { ليس بخارج } : حال من الضمير في الخبر . يقول الحقّ جلّ جلاله : { أو من كان ميتًا } بالكفر والجهل { فأحييناه } بالإيمان والعلم ، { وجعلنا له نورًا } في قلبه أي : نور الإيمان والعلم ، { يمشي به في الناس } ، فيذكرهم بالله ، ويدلهم على الله ، { كمن مثله } غريق { في الظلمات } في ظلمة الكفر والجهل والتقليد والذنوب ، { ليس بخارج منها } أي : لا يفارق ضلالته بحال . { كذلك } أي : كما زُين الإيمان لهؤلاء { زُين للكافرين ما كانوا يعملون } . قال البيضاوي : مَثل به من هداه الله تعالى وأنقذه من الضلال ، وجعل له نورَ الحجج والآيات يتأمل بها في الأشياء ، فيميز بين الحق والباطل ، والمحق والمبطل ، ثم قال : والآية نزلت في حمزة وأبي جهل ، وقيل : في عمّار وعُمر وأبي جهل . هـ . ولفظها أعم ، وفي الآية من أنواع البيان : الطباق في قوله : { ميتًا فأحييناه } . الإشارة : الروح تكون أولاً على الفطرة التي فطرها الله عليها ، من العلم والإقرار بالربوبية ، فإذا بلغت قد تطرأ عليها موتات ، ثم تحيا من كل واحدة على حسب المشيئة ، فقد تموت بالكفر ، ثم تحيا بالإيمان ، وقد تموت بالذنوب والجرائم ، ثم تحيا بالتوبة ، وقد تموت بالحظوظ والشهوات ، ثم تحيا بالزهد والورع والرياضة ، وقد تموت بالغفلة والبطالة ثم تحيا باليقظة والإنابة ، وقد تموت برؤية الحس وسجن الأكوان والهيكل ، ثم تحيا برؤية المعاني وخروج الفكرة إلى فضاء الشهود والعيان ، ثم لا موت بعد هذا إلى أبد الأبد . والله تعالى أعلم . وسبب هذه الموتات : صحبة الغافلين الموتى ، وطاعتهم حتى يمكروا بصاحبهم ، كما قال تعالى : { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا } .