Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 36-36)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : { إنما يستجيب } لك ، ويُجيب دعوتك إلى الإيمان { الذين يسمعون } سماع تفهم وتدبر ، وهو من كان قبله حيًا ، وأما الكفار فهم موتى لا يسمعون ولا يفقهون ، { والموتى } ، وهم الكفار الذين ماتت أرواحهم بالجهل حتى ماتوا حسًا ، { يبعثهم الله } ، فيظهر لهم حينئذٍ الحق ، ويسمعون حين لا ينفع الإيمان ، أو يبعثهم الله في الدنيا بالهداية ، أو الموتى حقيقة حسًا ، يبعثهم الله للحساب ، { ثم إليه يُرجعون } للجزاء . الإشارة : إنما يستجيب لدعوة الخصوصية ، ويُجيبون الدعاة إلى السير لشهود عظمة الربوبية ، الذين سبقت لهم العناية ، وأحيا اللهُ قلوبهم بالهداية ، فيسمعون بسمع القلوب والأرواح ، ويتَرقَّون من حضرة عالم الأشباح إلى حضرة عالم الأسرار والأرواح والموتى بالغفلة والجهل يبعثهم الله ببركة صُحبة أهل الله فَتهُبُ عليهم نفحات الهداية لِما سبق لهم من سر العناية ، ثم إليه يُرجعون فيتنعمون في حضرة الشهود ، في مقعد صدقٍ عند الملك الودود . ثم عاتبهم على اقتراح الآيات ، فقال : { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ } .