Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 51-51)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : الضمير في { به } : يعود على { ما يوحى } وجملة { ليس } : حال من ضمير { يُحشروا } . يقول الحقّ جلّ جلاله : { وأنذر } أي : خوِّف بما أوحي إليك ، المؤمنين المقصرين في العمل { الذين يخافون أن يُحشروا إلى ربهم } بالبعث للحساب ، حال كونهم في ذلك الوقت { ليس لهم من دونه وليٌّ } ينصرهم من عذابه ، { ولا شفيع } يرده عنهم بشفاعته ، { لعلهم يتقون } أي : كي يصيروا بإنذارك متقين ، وإنما خص الإنذار هنا بالذين يخافون لأنه تقدم في الكلام ما يقتضى اليأس من إيمان غيرهم ، فكأنه يقول : أنذر الخائفين لأنه ينفعهم الإنذار ، وأعرض عمن تقدم ذكرهم من الذين لا يسمعون ولا يعقلون ، أو : أنذر من يتوقع البعث والحساب ، أو يتردد فيه مؤمنًا أو كافرًا . قاله البيضاوي . الإشارة : لا ينفع الوعظ والتذكير إلا من سبق له الخوف من الملك القدير إذ هو الذي ينهضه الخوف المزعج أو الشوق المقلق ، وأما من سَوّدت قلبَه الخطايا ، وانطبعت في مرآته صور الأشياء ، فلا ينفع فيه زاجر ولا واعظ ، بل ران على قلبه ما اقترفه من المآثم ، والعياذ بالله . ثم أمره بالدنو ممن ينفعه التذكير ، ونهاه عن ضده ، فقال : { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ } .