Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 10-10)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : { ولقد مكناكم في الأرض } تتصرفون فيها بالبناء والسكن ، وبالغرس والحرث والزرع ، وغير ذلك من أنواع التصرفات ، { وجعلنا لكم فيها معايش } : أسبابًا تعيشون بها كالتجارة وسائر الحرف ، { قليلاً ما تشكرون } على هذه النعم ، فتقابلون المنعم بالكفر والعصيان ، فأنتم جديرون بسلبها عنكم ، وإبدالها بالنقم ، لولا فضله ورحمته . الإشارة : نعمة التمكين في الأرض متحققة في أهل التجريد ، والمنقطعين إلى الله تعالى ، فهم يذهبون في الأرض حيث شاءوا ، ومائدتهم ممدودة يأكلون منها حيث شاؤوا ، فهم متمكّنون من أمر دينهم لقلة عوائدهم ، ومن أمر دنياهم لأنها قائمة بالله ، تجري عليهم أرزاقهم من حيث لا يحتسبون ، تخدمهم ولا يخدمونها " يا دنياي اخدمي من خدمني ، وأتعبي من خدمك " . فمن قصّر منهم في الشكر توجه إليه العتاب بقوله : { ولقد مكناكم في الأرض } إلى قوله : { قليلاً ما تشكرون } ، ومن تحقق شكره قيل له : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ } [ القصص : 5ـ6 ] . والله تعالى أعلم . ولما ذكر نعمة الإمداد أتبعه بنعمة الإيجاد ، فقال : { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ } .