Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 50-51)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : جواب لو محذوف أي : لرأيت أمراً عظيماً ، والملائكة : فاعل يتوفى فلا يوقف على ما قبله ، ويرجحه قراءة ابن عامر بالتاء ، ويجوز أن يكون الفاعل ضمير الله ، و الملائكة مبتدأ ، و يضربون : خبر ، والجملة : حال من الذين كفروا ، والرابط : ضمير الواو ، وعلى هذا فيوقف على ما قبله ، وعلى الأول يضربون : حال من الملائكة ، وذُوقوا : عطف على يضربون على حذف القول ، أي : ويقولون ذوقوا . و ذلك : مبتدأ ، بما قدمت : خبر ، و أن الله : عطف على " ما " للدلالة على أن مقيدة بانضمامه إليه . انظر البيضاوي . يقول الحق جل جلاله : { ولو ترى } يا محمد ، أو يا من تصح منكم الرؤية ، حال { الذين كفروا } حين تتوفاهم { الملائكةُ } ببدر ، أو مطلقاً ، وهم { يضربون وجوهَهُم وأدبارَهم } ، أو حين يتوفاهم الله ويقبض أرواحهم ، حال كونهم الملائكة يضربون وجوههم وظهورهم ، أو أستاهَهُم ، لرأيت أمراً فظيعاً . { و } يقولون لهم : { ذُوقوا } أي : باشروا { عذابَ الحريق } يوم القيامة بشارة لهم بما يلقون من العذاب في الآخرة . وقيل : تكون معهم مقامع من حديد ، كلما ضربوا التهبت النار منها ، { ذلك } العذاب إنما وقع بكم { بما } بسبب { قدمت أيديكم } أي : بما كسبتم من الكفر والمعاصي ، { وأَنَّ الله ليس بظلام للعبيد } حتى يعذب بلا سبب ، أو يهمل العباد بلا جزاء . الإشارة : قد ذكر الحق جل جلاله حال الكاملين في العصيان في هذه الآية ، وذكر في سورة النحل الكاملين في الطاعة بقوله : { الَّذِينَ تَتَوَفّاَهُمُ المَلائَكَةُ طَيِّبِين } [ النحل : 32 ] الآية ، وسكت عن المخلطين ، ولعلهم يرون طرفاً من هذا أو طرفاً من هذا ، والله تعالى أعلم . ثم ذكر حال المتقدمين من الجبابرة ، فقال : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } .