Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 49-50)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جل جلاله : { ومنهم من يقولُ ائذن لي } في القعود ، { ولا تفتنِّي } ولا توقعني في الفتنة ، أي : في العصيان والمخالفة ، بأ تأذن لي ، وفيه إشعار بأنه لا محالة متخلف ، أََذِنَ أو لم يأذن ، أو في الفتنة بسبب ضياع المال والعيال إذ لا كافل لهم بعدي ، أو في الفتنة بنساء الروم ، كما قال الجَدُّ بنُ قَيْس : قد علمت الأنصار أني مُولع بالنساء ، فلا تفتني ببنات بني الأصفر ، ولكني أُعينك بمال ، واتركني . قال تعالى : { أَلاَ في الفتنةِ سقطُوا } أي : إن الفتنة التي سقطوا فيها ، وهي فتنة الكفر والنفاق ، لا ما احترزوا عنه ، { وإنَّ جهنم لمحيطة بالكافرين } ، أي : دائرة بهم يوم القيامة ، أو الآن لأن إحاطة أسبابها بهم كوجودها ، ومن أعظم أسبابها : بغضك وانتظارهم الدوائر بك . { إن تُصبْك حسنة } كنصر أو غنيمة في بعض غزواتك ، { تسؤوهم } لفرط حسدهم وبغضهم ، { وإن تُصبك } في بعضها { مصيبة } ككسر أو شدةٍ كيوم أحد ، { يقولوا قد أخذنا أمْرَنا من قبلُ } أي : يتبجحوا بتخلفهم أو انصرافهم ، واستحمدوا رأيهم في ذلك ، { ويتولوا } عن متحدِّثِهم ومجْمعهم ، أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { وهم فَرحُون } مسرورون بما صنعوا من التخلف عن الجهاد . الإشارة : ومن ضعفاء اليقين من يستأذن المشايخ في البقاء مع الأسباب وفتنة الأموال ، ويقول : لا تفتني بالأمر بالتجريد ، فإني لا أقدر عليه ، ويرضى بالسقوط في فتنة الأسباب والشواغل ، فإن ضم إلى ذلك الإنكار على أهل التجريد ، بحيث إذا رأى منهم نكبة أو كسرة من أجل التجريد ، والخروج عن عوائد الناس وما هم عليه ، فرح ، وإذا رأى منهم نصراً وعزاً انقبض ، ففيه خصلة من النفاق ، والعياذ بالله . ثم رد عليهم ، بقوله : { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا } .