Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 106-106)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل في معنى قوله { ولا تدع من دون الله } قولان : احدهما - لا تدعه إلهاً كما يدعو المشركين الوثن إلهاً . الثاني - لا تدعه دعاء الآلهة في العبادة بدعائه . والدعاء يكون على وجهين : احدهما - بلفظ النداء كقولك : يا زيد اذا دعوته باسمه . والثاني - أن تدعوه إلى الفعل وتطلب منه فعله كقول القائل لمن فوقه : إفعل . وقوله { ولا تدع من دون الله } معناه لا تدع غير الله إلهاً . وانما قال { ما لا ينفعك ولا يضرك } مع أنه لو نفع وضر لم تحسن عبادته لامرين : احدهما - أن يكون معناه ما لا ينفعك ولا يضرك نفع الاله وضره . والثاني - انه إذا كان عبادة غير الله ممن يضر وينفع قبيحة فعبادة من لا يضر ولا ينفع أقبح وأبعد من الشبهة . وقوله { فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين } معناه انك إن خالفت ما أمرت به من عبادة الله كنت ظالماً لنفسك بادخال الضرر الذي هو العقاب عليها . وهذا الخطاب وإن كان متوجهاً إلى النبي فالمراد به أمته ، ويجوز أن يكون الانسان يضر نفسه بما يفعل بأن يؤديها إلى الضرر . ولا يجوز أن ينعم على نفسه لان النعمة تقتضي شكر المنعم عليه وذلك لا يمكن من الانسان ونفسه كما لا يمكن أن يثبت له في نفسه مال أو دين .