Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 32-32)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

" ذلك " إشارة إلى اسم الله الذي ذكره في الآية الاولى ، ووصفه بأنه الذي يخرج الحي من الميت ، والميت من الحي ويرزق الخلق من السماء والارض . و ( الكاف والميم ) للمخاطبين ، وإنما جمع لأنه أراد جميع الخلق ، فأخبر الله تعالى ان الذي وصفه في الاية الأولى هو { الله ربكم } الذي خلقكم ويملك تصرفكم . وإنما وصفه بأنه { الحق } لأن له معنى الالهية دون غيره من الأوثان والأصنام ، وهو الرب تعالى وحده . وقوله { فماذا بعد الحق إلا الضلال } صورته صورة الاستفهام والمراد به التقرير على موضع الحجة ، لأنه لا يجد المجيب محيداً عن الاقرار به إلا بذكر ما لا يلتفت اليه ، وكلما تدعو اليه الحكمة على اختلافه فهو حق ، والمراد انه ليس بعد الاقرار بالحق والانقياد له إلا الضلال والعدول عنه . وقوله { فأنى تصرفون } أي كيف تصرفون وتعدلون عن عبادته مع وضوح الدلالة على أنه لا معبود سواه والصرف هو الذهاب عن الشيء ، فالصرف عن الحق ذهاب إلى الباطل ، وقد أنكر الله ذلك . وفيه دلالة على أنه من فعل غيره من الغواة لأنه لو كان من فعله لما انكره كما لم ينكر شيئاً من أفعال نفسه .