Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 33-33)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ أهل المدينة وابن عامر { كلمات } ها هنا وفي آخرها ، وفي المؤمن على الجمع . الباقون على التوحيد . قال ابو علي : من قرأ على التوحيد احتمل في ذلك وجهين : أحدهما - ان يكون جعل ما أوعد به الفاسقين كلمة وإن كانت في الحقيقة كلمات ، لانهم قد يسمون القصيدة والخطبة كلمة ، فكذلك ما ذكرناه . والثاني - ان يريد بذلك الجنس وقد اوقع على بعض الجنس كما أوقع اسم الجنس على بعضه في قوله { وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل } ومن جمع فانه جعل الكلمات التي يوعدون بها كل واحدة منها كلمة ثم جمع ، فقال : كلمات . وأما قوله { كلمة الله هي العليا } فيجوز ان يكون عنى بها قوله { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي } كما فسر قوله { وألزمهم كلمة التقوى } انه لا إلهة الا الله ، ذكره مجاهد . والكاف في قوله كذلك في موضع نصب والتقدير مثل أفعالهم جازاهم ربك . وقيل في المشبه به { كذلك حقت كلمة ربك } قولان : احدهما - المعنى في انه ليس بعد الحق الا الضلال فشبه به كلمة الحق بأنهم لا يؤمنون في الصحة . الثاني - ما تقدم من العصيان شبه به الجزاء بكلمة العذاب في الوقوع على المقدار . وانما اطلق في الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ، لانه أريد به الذين تمردوا في كفرهم . و { أنهم } في موضع نصب على قول الفراء والتقدير بأنهم أو لأنهم لا يؤمنون فقوله { أنهم لا يؤمنون } بدل من كلمة ربك . فأعلم الله أنهم باعمالهم قد منعوا من الايمان ، وجائز ان تكون الكلمة ما وعدوا به من العقاب . والفسق في الشرع هو الخروج في المعصية إلى الكبيرة فان كانت كفراً فالخروج إلى أكبره وكذلك ان كانت منع حق . وفائدة الآية الابانة عن الحال التي لا يفلح صاحبها ليحذر من مثلها ، لأنه قد يكون في المعلوم أنه من بلغ ذلك الحد لم يفلح ، قال : وأصل المعنى حقت كلمة ربك ان الفساق والكفار ما داموا كفاراً فساقاً فلا يكونون مؤمنين . وقال الجبائي : معناه وجدانكم إياهم على الكفر والاصرار عليه دليل على ان ما أخبر الله تعالى عنهم بأنهم لا يؤمنون حق وصدق .