Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 57-57)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا خطاب من الله تعالى للمكلفين من الناس يخبرهم الله تعالى بأنه أتاهم موعظة من الله . والموعظة ما يدعوا إلى الصلاح ويزجر عن القبيح بما يتضمنه من الرغبة والرهبة ويدعو إلى الخشوع والنسك ، ويصرف عن الفسوق والاثم ، ويريد بذلك القرآن وما أتى به النبي صلى الله عليه وآله من الشريعة . وقوله { وشفاء لما في الصدور } فالشفاء معنى كالدواء لازالة الداء . فداء الجهل أضر من داء البدن وعلاجه أعسر وأطباؤه اقل والشفاء منه أجل . والصدور جمع صدر وهو موضع القلب ، وهو اجل موضع في الحي لشرف القلب . وقوله { وهدى ورحمة للمؤمنين } وصف القرآن بأنه يقال عما يؤدي إلى الحق ودلالة تؤدي إلى المعرفة ونعمة على المحتاج لأنه لا يقال للملك إذا اهدى إلى ملك آخر جوهرة أنه قد رحمه بذلك ، وإن كانت نعمة يجب بها شكره ومكافأته . وإنما أضافه إلى المؤمنين ، لأنهم الذين انتفعوا به دون الكفار الذين لم ينتفعوا به ، كما قال { هدى للمتقين } وإن كان هدى لغيرهم .