Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 40-40)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حفص { من كل زوجين } بتنوين في اللام هنا ، وفي المؤمنون . وقال أبوالحسن : يقال للاثنين هما زوجان ، قال الله تعالى { ومن كل شيء خلقنا زوجين } يقال للمرأة زوج ، وللرجل زوجها ، قال الله تعالى { وخلق منها زوجها } وقال { امسك عليك زوجك } وقال بعضهم زوجة ، قال الاخطل : @ زوجة أشمط مرهوب بوادره قد صار في رأسه التخويص والنزع @@ وقال ابو الحسن : يقال للاثنين هما زوج . قال أبو علي الفارسي : يدل على ان الزوج يقع للواحد ، قوله { ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين } إلى قوله { ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين } وقال الكسائي أكثر كلام العرب بالهاء . وقال القاسم بن معن أنه سمعها من العرب من اسد شنوءة ، وليس في القرآن بالهاء ، وهو أفصح من اثباتها عند البصريين . ومن قرأ بالاضافة كان قوله { اثنين } مفعول الحمل . والمعنى احمل من الأزواج اذا كانت اثنين اثنين زوجين ، فالزوجان من قوله { من كل زوجين } يريد بهما الشياع ، ولا يراد به الناقص من الاثنين ، ومنه قول الشاعر : @ فمالك بالأمر الذي لا تستطيع بدارا @@ ومن نون حذف المضاف من ( كل ) والمعنى من كل شيء أو من كل زوج زوجين اثنين ، فيكون انتصاب اثنين على انه صفة لزوجين ، وذكر تأكيداً كما قال { إلهين اثنين } اعلم الله نوحاً في هذه الاية ان وقت هلاك قومه الكفار فور التنور ، وفي { التنور } اقوال : منها أن الماء اذا فار من التنور الذي يخبز فيه . وقيل : التنور عين ماء معروفة ، وتنور الخابزة وافقت فيه لغة العرب العجم . وقيل : ان التنور وجه الأرض ، ذكره ابن عباس ، واختاره الزجاج . وقيل التنور تنور الصبح ، وروي ذلك عن علي عليه السلام . و { حتى } متعلقة بقوله { واصنع الفلك بأعيننا ووحينا … حتى } . أخبر الله تعالى أنه لما جاء أمره باهلاك قوم نوح عليه السلام لاستحقاقهم ذلك بالكفر ، وفار التنور يعني خروج الماء من موضع لم يعهد خروجه منه علامة لنوح عليه السلام وهو تنور الخبز - في قول ابن عباس والحسن ومجاهد - وقيل : هو تنور آدم عليه السلام ويقال : فار إذا ارتفع ما فيه ، كما يفور القدر بالغليان ، فار يفور فوراً وفؤراً . وقال ابن عباس : فار إذا نبع . وقوله { قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين } إخبار منه تعالى أنه أمر نوحاً أن يحمل معه في سفينته من كل جنس زوجين : والزوج واحد له شكل إلا أنه قد كثر على الرجل الذي له امرأة : قال الحسن : في قوله { من كل شيء خلقنا زوجين } فالسماء زوج ، والأرض زوج والشتاء زوج ، والصيف زوج ، والليل زوج ، والنهار زوج ، حتى يصير الأمر إلى الله الفرد الذي لا يشبهه شيء قال الاعشى : @ وكل زوج من الديباج يلبسه أبو قدامة محبوّاً بذاك معا @@ وقوله { وأهلك } معناه واحمل معك أهلك { إلا من سبق عليه القول } بالاهلاك قال الضحاك وابن جريح : هو ابنه وامرأته . وقوله { ومن آمن } تقديره واحمل من آمن . ثم أخبر تعالى فقال { وما آمن معه إلا قليل } . قال ابن جريح : القليل الذين نجو معه كانوا ثمانية . وقال الاعمش : كانوا سبعة ، وقال ابن عباس : كانوا ثمانين ، وكان فيهم ثلاثة : بنيه : يافث ، وسام ، وحام . وثلاث كائن له ويافث جد الترك والروم والصقالبة وأصناف البيضان . وحام جد السودان ، وهم الحبش والنوبة والزنج وغيرهم . وسام أبو فارس وأصناف العجم .