Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 109-109)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابو بكر { يوحى } بالياء وفتح الحاء . وقرأ حفص بالنون وكسر الحاء . قال ابو علي الفارسي : وجه القراءة بالنون قوله { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح } ومن قرأ بالياء ، فلقوله { وأوحي إلى نوح } وقوله { قل أوحي إلي } فأما في { حم عسق كذلك يوحي إليك } ، فلان الفعل مسند الى اسم الله تعالى ، فارتفع الاسم بأنه فاعل يوحي ، ولو قرىء يوحى اليك ، والى الذين واسند الفعل الى الجار والمجرور ، لكان جائزاً ، وكان يكون قوله { الله العزيز الحكيم } مبتدءاً وخبراً ، والاول احسن ، لان قوله { العزيز الحكيم } ان يكون صفة احسن من ان يكون خبر المبتدأ . معنى الآية الاخبار من الله أني ما أرسلت قبلك من الانبياء والمرسلين الى عبادي إلا رجالاً يوحى اليهم بكتبي واحكامي ، { من أهل القرى } أي لم أرسل عليهم ملكاً ولا جنيّاً ، بل رجالاً أمثالك ، لقول جهال قريش ان الله لو شاء ان يرسل الينا أحداً ، لأرسل إلينا ملكاً ، فبين ها هنا انه لم يرسل فيما مضى الا رجالاً ، مثل محمد ، من البشر ، { أفلم يسيروا في الأرض } معناه أفليس قد ساروا في الارض وسمعوا اخبار من ارسله الله من الانبياء المبعوثين الى خلقه مثل ابراهيم وموسى وعيسى ، فيعرفوا بذلك كيف كان عاقبة من كذب هؤلاء الرسل من قبلهم ، وما نزل بهم من العذاب لكفرهم ثم أخبر ان دار الاخرة خير للذين اتقوا واجتنوا معاصيه خير لهم من الدنيا ، أفلا يعقلون ان الامر على ما أخبرنا به ، وان ذلك خير من دار الدنيا التي فيها تنغيص وتكدير ، وفنون الآلام . وقال قتادة معنى { من أهل القرى } يريد به الامصار دون البوادي ، لانهم اعلم وأحكم . وقال الحسن ما بعث الله نبياً من اهل البادية قط ، ولا من الجن ولا من النساء . وقوله { ولدار الآخرة } على الاضافة وفي موضع آخر وللدار الآخرة على الصفة . فمن اضافه قال تقديره ولدار الحال الآخرة ، لان للناس حالين حال لدنيا وحال الآخرة . ومثله صلاة الاولى والصلاة الاولى ، فمن اضافه قدر صلاة الفريضة الاولى ، ومن لم يضف جعله صفة ، ومثله ساعة الاولى ، والساعة لاولى ، ذكره الزجاج . وقال الفراء قد يضاف الشيء الى نفسه إذا اختلف لفظهما مثل { حق اليقين } . ومثل بارحة الاولى والبارحة الاولى ومسجد الجامع ، والمسجد الجامع .