Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 4-4)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن عامر وابو جعفر { يا أبت } بفتح التاء في جميع القرآن . الباقون بكسر التاء ، وابن كثير يقف بالهاء . الباقون يقفون بالتاء ، وقرأ ابو جعفر أحد عشر وتسعة عشر بسكون العين فيها . الباقون بفتحها . العامل في ( إذ ) أَحد أمرين : احدهما - اذكر { إذ قال يوسف } . والثاني - نقص عليك { إذ قال } , في قول الزجاج ، ولا يكون على هذا الوجه ظرفاً للقصص في معنى نذكره ، ويجوز في { يا أبت } ثلاثة أوجه من الاعراب : احدهما - الكسر على حذف ياء الاضافة . الثاني - { يا أبت } بفتح التاء على حذف الألف المنقلبة عن ياء الاضافة ، كأنه أراد يا أَبتا ، فحذف الالف كما تحذف الياء ، فتبقى الفتحة دالة على الالف ، كما ان الكسرة دالة على الياء ، قال رؤبة : @ يا أَبتا علّك أَو عساكا @@ فلما كثرت هذه الكلمة في كلامهم ألزموه القلب ، قال ابو علي الفارسي : ويحتمل ان يكون مثل يا طلحة اقبل ، ووجهه ان الاسماء التي فيها تاء التأنيث أكثر ما ينادى مرخماً ، فلما كان كذلك رد التاء المحذوفة في الترخيم وترك الامر يجري على ما كان يجري عليه في الترخيم من الفتح ، فلم يعتد بالهاء ، واقحامها كما قالوا : واجمعت اليمامة يريدون أَهل اليمامة ، قالوا : أجمعت أَهل اليمامة ، فلم يعتدوا برد اهل . الثالث - يا أَبة بضم الهاء في قول الفراء ولم يجره الزجاج ، قال : لأن التاء عوض من ياء الاضافة . قال الرماني هذا جائز لأن العوض لا يمنع من الحذف ، والوقف يجوز على التاء ، لان الاضافة مقدّرة بعدها ، وان قدر على حذف الالف لم يجز الوقف ، الا بالتاء وان قدر على الاقحام جاز الوقف كقول النابغة : @ كليني لهم يا أميمة ناصب وليل اقاسيه بطيء الكواكب @@ وانما دخلت الهاء في { يا أَبت } للعوض من ياء الاضافة اذ يكثر في النداء ، مع لزوم معنى الاضافة ، فكان أَحق بالعلامة لهذه العلة . وقال أَبو علي : إنما وقف ابن كثير بالهاء ، فقال يا أَبة ، لأن التاء التي للتأنيث تبدل منها الهاء في الوقف ، ولم يجز على تقدير الاضافة ، لأنه اذا وقف عليها سكنت للوقف واذا سكنت كانت بمنزلة ما لا يراد به الاضافة فأبدل منها الهاء كما إِذا قال يا طلحة أَقبل بفتح التاء ، واذا وقف عليها أَبدل الهاء ياء . وإنما - أعاد ذكر { رأيتهم } لامرين : احدهما - للتوكيد حيث طال الكلام . الثاني - ليدل انه رآهم ورأى سجودهم ، وفي معنى سجودهم قولان : احدهما - هو السجود المعروف على الحقيقة تكرمة له لا عبادة له . الثاني - الخضوع - في قول ابي علي - كما قال الشاعر : @ ترى الا كم فيه سجدا للحوافر @@ وهو ترك للظاهر ، وقال الحسن : الاحد عشر اخوته ، والشمس والقمر أبواه ، وانما قال ساجدين بالياء والنون ، وهو جمع ما لا يعقل ، لأنه لما وصفها بفعل ما يعقل من السجود أجرى عليها صفات ما يعقل ، كما قال { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم } لما أمروا امر من يعقل . و { كوكباً } منصوب على التمييز و { أَحد عشر } الاسمان جعلا اسماً واحداً ، وكذلك الى تسعة عشر ، واللغة الجيدة عند البصريين فتح العين ، وحكي سكون العين ، وحكى الزجاج احدى عشر وهي لغة ردية .