Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 5-5)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ الكسائي الا أبا الحارث وقتيبة ، والعبسي ، وابن اليزيدي بامالة { رؤياك } والرؤيا في جميع القرآن ، وروى ابو الحارث فتح { رؤياك } وامالة الباقي . وقرأ قتيبة امالة " الرؤيا " ونصب { رؤياك } . وقرأ خلف في اختياره بامالة ما فيه ألف ولام . الباقون بالتفخيم . وخفف الهمزة في جميع ذلك أَبو جعفر ، وورش ، والسموني ، وشجاع والترمذي في الادراج ، إلا ان أبا جعفر يدغم الواو في الياء فتصير ياء مشددة ، قال ابو علي النحوي ( الرؤيا ) مصدر كالبشرى والسقيا والبقيا والشورى إلا انه لما صار اسماً لهذا التخيل في المنام جرى مجرى الاسماء ، كما أن ( درّ ) لما كثر في كلامهم في قولهم لله درك جرى مجرى الاسماء ، وخرج من حكم الاعمال : فلا يعمل واحد منهما اعمال المصدر ، ومما يقوي خروجه عن أحكام المصادر تكسيرهم لها ( دري ) فصادر بمنزلة ( ظلم ) والمصادر في الاكثر لا تكسر ، والرؤيا على تحقيق الهمزة ، فان حذفت قلبتها في اللفظ واواً ولم يدغم الواو في الياء ، لان الواو في تقدير الهمزة فهي لذلك غير لازمة ، فلا يقع الاعتداد بها فلم تدغم ، وقد كسر اوّلها قوم فقالوا ( ريا ) فهؤلاء قلبوا الواو قلباً لا على وجه التخفيف ، ومن ثم كسروا الفاء ، كما كسروا من قولهم : قرن لوى وقرون لي . في هذه الآية حكاية ما أجاب به يعقوب يوسف حين قصَّ عليه رؤياه ومنامه ، فقال له { يا بنيّ لا تقصص رؤياك على أخوتك } أي لا تخبرهم بها فانك إِن أخبرتهم بذلك حسدوك وكادوك واحتالوا عليك ، وانما قال ذلك لعلمه بأن تأويل الرؤيا أنهم يخضعون له . وقوله { يا بني } فيه ثلاث يا آت ، الياء الاصلية ، وياء الاضافة ، وياء التصغير . وحذفت ياء الاضافة اجتزاء بالكسرة وادغمت احدى اليائين في الاخرى . وفتح الياء وكسرها لغتان . وانما صغر { بني } مع عظم منزلته ، لانه قصد بذلك صغر السن ، ولم يقصد به تصغير الذم . والرؤيا تصور المعنى في المنام على توهم الابصار ، وذلك أن العقل مغمور بالنوم ، فاذا تصور الانسان المعنى توهم أنه يراه . والاخ المساوي في الولادة من أب او أم أو منهما ، ويجمع أخوة وآخاء . والكيد طلب الغيظ بأذى الطالب لغيره كاده يكيد كيداً ، فهو كائد . وقوله { إن الشيطان للإنسان عدوّ مبين } اخبار منه تعالى بأن الشيطان معاد للانسان ، ويلقى العداوة بينهم ، واللام في قوله { لك كيداً } لام التعدية ، كما يقال قدمت له طعاماً , وقدمت اليه طعاماً . وقال قوم : هو مثل قولهم شكرته وشكرت له ، لانه يقال كاده يكيده ، وكاد له . وحكى الكسائي أن قوماً يقولون : ( الريّا ) بكسر الراء وتشديد الياء فيقلبون الهمزة واواً ويدعمون الواو في الياء . و ( رؤياً ) فيها أربع لغات بضم الراء مع الهمزة وبالواو بلا همزة . وقد قرىء بهما ، وبضم الراء والادغام . وبكسر الراء ، ولا يقرأ بهاتين .