Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 3-3)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الذين } في موضع جر ، لانه نعت للكافرين ، وتقديره وويل للكافرين الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة . والاستحباب طلب محبة الشيء بالتعرض لها ، والمحبة إِرادة منافع المحبوب . وقد تكون المحبة ميل الطباع . والحياة الدنيا هو المقام في هذه الدنيا العاجلة على الكون في الآخرة . ذمهم الله بذلك ، لان الدنيا دار انتقال ، والآخرة دار مقام . { ويصدون عن سبيل الله } اي يعرضون بنفوسهم عن اتباع الطريق المؤدي الى معرفة الله ، ويجوز ان يريد انهم يمنعون غيرهم من اتباع سبيل الله تعالى ، يقال : صد عنه يصد صدّاً ، غير متعد ، وصده يصده صدّاً متعد . والسبيل الطريق وكلاهما يؤنث ويذكر ، وهو على السبل اغلب و { يبغونها عوجاً } أي ويطلبون الطريق عوجاً اي عدولاً عن استقامته . و ( العوج ) خلاف الميل الى الاستقامة ، والعوج - بكسر العين - في الدين ، و - بفتح العين - في العود والبغية طلب المقاصد لموضع الحاجة ، يقال : بغاه يبغيه بغية ، وابتغى ابتغاء ، ودخلت ( على ) في قوله { يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة } لان المعنى يؤثرونها عليها . ولو قيل من الاخرة ، لجاز ان يكون بمعنى يستبدلونها من الاخرة . وقيل : إِنه يجري مجرى قولهم : نزلت على بني فلان ، ونزلت في بني فلان ، وببني فلان ، كله بمعنى واحد . وقوله { أولئك في ضلال بعيد } إِخبار منه تعالى ان هؤلاء الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الاخرة ، ويصدون عن سبيل الله ، في عدول عن الحق ، بعيدون عن الاستقامة .