Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 4-4)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخبر الله تعالى انه لم يرسل فيما مضى من الازمان رسولاً الى قوم إِلا بلغة قومه حتى اذا بين لهم ، فهموا عنه ، ولا يحتاجون الى من يترجم عنه . وقوله { فيضل الله من يشاء } يحتمل امرين : احدهما - انه يحكم بضلال من يشاء اذا ضلوا هم عن طريق الحق . الثاني - يضلهم عن طريق الجنة إِذا كانوا مستحقين للعقاب و { يهدي من يشاء } الى طريق الجنة { وهو العزيز } يعني القادر الذي لا يقدر أحد على منعه { الحكيم } في جميع افعاله ؛ ليس فيها ما له صفة السفه . ويحتمل ان يريد انه محكم لافعاله التي تدل على علمه . ورفع قوله { فيضل الله } لان التقدير على الاستئناف ، لا العطف على ما مضى ، ومثله قوله { لنبين لكم ونقر في الأرحام } ومثله { قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم } ثم قال بعد ذلك { ويتوب الله على من يشاء } لانه إِذا لم يجز ان يكون عطفاً على ما مضى فينتصب لفساد المعنى فلا بد من استئنافه ورفعه . وقال الحسن : امتن الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم انه لم يبعت رسولا إلا الى قومه ، وبعثه خاصة الى جميع الخلق . وقال مجاهد : بعث الله نبيه الى الاسود والاحمر ولم يبعث نبيا قبله إِلا الى قومه واهل لغته .