Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 42-43)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ الجماعة { إنما يؤخرهم } بالياء . وروي عن أبي عمرو بالنون قال أبو علي : وجه القراءة بالياء ان الغيبة للمفرد قد تقدم ، فتكون بالياء على { فلا تحسبن الله مخلف وعده … إِنما يؤخرهم } ووجه القراءة بالنون أنه مثل الياء في المعنى ، وقد تقدم مثله كثيراً . هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم نهاه الله تعالى ، والمراد به الامة ان يظن ان الله غافل عن أعمال الظالمين ، ومهمل لامورهم . والغفلة والسهو واحد . ثم بين الله تعالى أنه إِنما لم يعاجلهم بالعقوبة ويؤخر عقابهم ليعذبهم في اليوم الذي تشخص فيه الابصار ، وهو يوم القيامة . وشخوص البصر ان تبقى العين مفتوحة لا تنطبق لعظم ذلك اليوم { مهطعين } قال سعيد بن جبير والحسن وقتادة : مسرعين ، يقال : أهطع اهطاعاً اذا أسرع قال الشاعر : @ بمهطع سرح كان زمامه في رأس جذع من أراك مشذّب @@ وقال الآخر : @ بمستهطع رسل كان جديله بقيدوم رعن من صوام ممنع @@ وقال ابن عباس : المهطع الدائم النظر لا تطرف عينه ، وقال ابن دريد : المهطع : المطرق الذي لا يرفع رأسه . وقوله { مقنعي رءوسهم } قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة وابن زيد : معناه رافعي رؤسهم واقناع الرأس رفعه ، قال الشماخ : @ يباكرن العضاه بمقنعات نواجذهنّ كالحدإِ الرقيع @@ يعنى يباكرن العضاة بمقنعات اي برؤس مرفوعات اليها ليتناول منها ، يصف ابلاله له ترعى الشجر ، وأن أسنانها مرتفعة كالفؤس ، وقال الراجز : @ انقض نحوي رأسه واقنعا كأنما أبصر شيئاً اطمعا @@ وقوله { لا يرتد إليهم طرفهم } اي لا ترجع اليهم اعينهم ولا يطبقونها . وقوله { وأفئدتهم هواء } معناه منخرقة لا تعي شيئاً للخوف والفزع الذي دخلها ، فهي كهواء الجو ، في الانخراق وبطلان الامساك . وقوله { يوم يأتيهم } نصب على انه مفعول به والعامل فيه انذرهم ، كأنه قال خوفهم عقاب الله ، ولا يكون على الظرف ، لانه لم يؤمر بالانذار في ذلك اليوم . وقيل في قوله { وأفئدتهم هواء } ثلاثة اقوال . اولها - قال ابن عباس ومرة والحسن : منخرقة لا تعي شيئاً ، وفارغة من كل شيء إِلا من ذكر إِجابة الداعي . الثاني - قال سعيد بن جبير : يردد في أجوافهم لا يستقر في مكان . الثالث - قال قتادة : خرجت الى الحناجر لا تنفصل ، ولا تعود ، وكل ذلك تشبيه بهواء الجو ، والاول أعرف في كلام العرب . وقال حسان بن ثابت : @ ألا أبلغ أبا سفيان عنى فانت مجوف نخب هواء @@ وقال زهير : @ كأن الرحل منها فوق صعل من الظلمان جؤجؤه هواء @@ وقيل ان الظليم لا فؤاد له وقال آخر :