Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 44-44)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول للناس على وجه التخويف لهم من عقابه ، ويحذرهم يوم يجيئهم العذاب من الله على معاصيهم في دار الدنيا ، وهو يوم القيامة ، ويقول { الذين ظلموا } نفوسهم بارتكاب المعاصي وترك الواجبات يا { ربنا أخرنا إلى أجل قريب } أي ردنا الى الدنيا واجعل ذلك مدة قريبة نجب دعوتك فيها ونتبع رسلك فيما يدعوننا اليه ، فيقول الله تعالى { أولم تكونوا أقسمتم } وحلفتم في دار الدنيا { ما لكم من زوال } . قال مجاهد : معناه إِنهم اقسموا في الدنيا أنه ليس لهم انتقال من الدنيا الى الآخرة . وقال الحسن : معناه { من زوال } الى العذاب . والأجل الوقت المضروب لانقضاء الأمد ، والأمد مدة من المدد ، فانما طلبوا أجلاً يستدركون فيه ما فات من الفساد بالصلاح ، وفي المعلوم أنهم يبعدون من الفلاح . وفي الآية دلالة على ان أهل الآخرة غير مكلفين بخلاف ما يقول النجار وجماعة من المجبرة ، لانهم لو كانوا مكلفين لما كان لقوله { أخرنا إلى أجل قريب } معنى ، لانهم مكلفون ، وكانوا يؤمنون ويتخلصون من العقاب . وقوله { فيقول } رفع عطفاً على قوله { يوم يأتيهم العذاب } وليس بجواب الامر لانه لو كان جواباً له لجاز فيه النصب والرفع ، فالنصب مثل قول الشاعر : @ يا ناق سيري عنقاً فسيحا الى سليمان فنستريحا @@ والرفع على الإِستئناف وذكر الفراء ان العلاء بن سبابة كان لا ينصب في جواب الأمر بالفاء قال : والعلاء هو الذي علم معاذاً ولهواً وأصحابه .