Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 38-39)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى ثم ان هؤلاء الكفار حلفوا بالله على قدر طاقتهم وجهدهم انه لا يحشر الله أحداً يوم القيامة ، ولا يحييه بعد موته . ثم كذبهم تعالى في ذلك ، فقال : { بلى } يحشرهم الله ويبعثهم { وعداً } وعدهم به ، ولا يخلف وعده . ونصب { وعداً } على المصدر والتقدير وعد وعداً . وقال الفراء : تقديره بلى ليبعثهم وعداً حقّاً ، ولو رفع على معنى ان ذلك وعد عليه حق كان صوابا والمعنى وعد وعداً عليه حقّاً ذلك الوعد ليس له خلف { ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون } صحة ذلك لكفرهم بالله وجحدهم انبياءه . وقوله { ليبين لهم الذي يختلفون فيه } في دار الدنيا ، لأنه يخلق فيهم العلم الضروي يوم القيامة ، الذي يزول معه التكليف ويزول خلافهم فيه ، ويعلم ايضاً كل كافر انه كان كاذباً في الدنيا في قوله : إِن الله لا يبعث احدا بعد موته ، هذا إِن جعلنا قوله { ليبين } متعلقا بـ ( بلى ) يبعثهم الله . ويحتمل ان يكون متعلقاً بقوله { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً … ليبين لهم الذي يختلفون فيه } ويهديهم الى طريق الحق ويثيبهم عليه .