Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 70-70)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذه الآية فيها تعديد لنعم الله تعالى على عباده ، شيئاً بعد شيء ، ليشكروه عليها ، وبحسبها يقول الله : إِني أنا الذي خلقتكم وأخرجتكم من العدم إِلى الوجود وأنعمت عليكم بضروب النعم ، دينيّة ودنياوية ، ثم الذي خلقكم يتوفاكم ويقبضكم أي يميتكم { ومنكم من يرد إِلى أرذل العمر } وهو أرداه وأوضعه ، يقال منه : رذل الشيء يرذل رذالة ، وأرذلته ان ارذالاً يريد به حال الذم . وقيل انه يصير كذلك في خمس وسبعين سنة - في قول علي ( ع ) . وقوله { لكي لا يعلم بعد علم شيئاً } اخبار منه تعالى انه إِنما يردّه إِلى أرذل العمر ، ليرجع إِلى حال الطفولية بنسيان ما كان علم للكبر ، فكأنه لا يعلم شيئاً ، مما كان علم . وفي ذلك أعظم دلالة وأبين اعتبار على قادر مصرف للخلق من حال إِلى حال . ثم أخبر { إن الله عليم } بمصالح عباده ، قادر على ما يشاء من تدبيرهم وتغيير أحوالهم .