Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 4-6)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القضاء على أربعة أقسام : بمعنى الخلق والاحداث ، كما قال { فقضاهن سبع سماوات } وبمعنى فصل الحكم كقوله { والله يقضي بالحق } وبمعنى الأمر كقوله { وقضى ربك أن لا تعبدوا إِلا إياه } وبمعنى الاخبار كقوله { وقضينا إِلى بني إسرائيل } اي اخبرناهم واعلمناهم بما يكون من الامر المذكور ، من انهم سيفسدون في الارض مرتين ، ويعلون علواً كبيراً ، اي عظيماً اي يتجبرون على عباد الله . قال ابن عباس وقتادة : المبعوث عليهم في المرة الاولى جالوت الى ان قتله داود ، وكان ملكهم طالوت . وقال سعيد ابن المسيب : هو بخت نصر ، وقال سعيد بن جبير : هو سنحاريب وقال الحسن : هم العمالقة ، وكانوا كفاراً . والفساد الذي ذكره : هو قتلهم الناس ظلماً وتغلبهم على اموالهم قهراً واخراب ديارهم بغيا . والآية تدل على ان قضاء الله بالمعاصي هو اخباره انها تكون . وقوله { فلما جاء وعد أولاهما } يعني وقت فناء آجالهم ووقت عقوباتهم . والوعد هو الموعود به - ها هنا - ووضع المصدر موضع المفعول به . وقوله { بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد } قيل في معنى { بعثنا } قولان : احدهما - قال الحسن : انا خلّينا بينهم وبينكم ، خاذلين لكم ، جزاء على كفركم ، ومعاصيكم ، كما قال : { أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزّاً } الثاني - قال ابو علي : امرناهم بقتالكم . وقوله { فجاسوا خلال الديار } اي تردّدوا وتخللوا بين الدور ، يقال : جست أجوس جوساً وجوساناً ، قال حسان : @ ومنا الذي لاقى بسيف محمد فجاس به الاعداء عرض العساكر @@ معناه تخللهم قتلا بسيفه ، وقيل : الجوس طلب الشيء باستقصاء . وقوله { وكان وعداً مفعولاً } أي كائناً لا محالة على ما أخبرنا به ، ثم قال لهم { رددنا لكم الكرة عليهم } يعني الرجعة والنصرة عليهم { وأمددناكم بأموال وبنين } أي أَعناكم وكثرناكم { وجعلناكم أكثر نفيراً } اي اكثر انصاراً ، ونصبه على التمييز ، قال الزجاج : يجوز أن يكون { نفيراً } جمع نفير كعبيد وضنين ومعين . قال الفراء : زعموا أن رجلاً من همدان بعثه الله على بخت نصر ، فقتله وعاد الملك إِلى بني إسرائيل فعاشوا .