Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 25-27)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حمزة والكسائي { ثلاثمائة سنين } مضافاً . الباقون بالتنوين ، قال الفراء : من العرب من يضع { سنين } فى موضع ( سنة ) فهي فى موضع خفض على قراءة من أضاف قال عنترة : @ فيها اثنتان وأربعون حلوبة سوداً كخافية الغراب الاسحم @@ فمن نون نصب سنين بـ { لبثوا } وتقديره سنين ثلاثمائة ، فـ { سنين } مفعول { لبثوا } و { ثلاثمائة } بدل ، كما تقول خرجت أياماً خمسة وصمت سنين عشرة . وان شئت نصبت { ثلاثمائة } بـ { لبثوا } وجعلت { سنين } بدلا ومفسرة لها . ومن أضاف قال ابن خالويه : هي قراءة غير مختارة ، لانهم لا يضيفون مثل هذا العدد إلا الى الافراد فيقولون ثلاثمائة درهم ولا يقولون ثلاثمائة دراهم قال ابو علي الفارسي قد جاء مثل ذلك مضافاً الى الجمع ، قال الشاعر : @ فما زودوني غير سحق عمامة وخمس مئ منها قسي وزائف @@ جمع على فعل . وقد كسر القاف كما كسر فى ( حلى ) وقرأ ابن عامر ، { ولا تشرك } بالتاء على الخطاب . الباقون بالياء على الخبر ، فمن قرأ على النهي قال تقديره { لا تشرك } ايها الانسان . ومن قرأ على الخبر ، فلتقدم الغيبة . وهو قوله { ما لهم من دونه من ولي } والهاء للغيبة . وقرأ الحسن { تسع وتسعون } بفتح التاء - يقال تسع بكسر التاء وفتحها ، وهما لغتان . والكسر اكثر وافصح . قوله { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً } الآية معناه إخبار من الله تعالى وبيان عن مقدار مدة لبثهم يعني أصحاب الكهف الى وقت إنتباههم . ثم قال لنبيه ، فان حاجك المشركون فيهم من أهل الكتاب ، فقل { الله أعلم بما لبثوا } وهو قول مجاهد ، والضحاك ، وعبيد بن عمير ، كما قال { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً } ومن قرأ بالتاء ، قال معناه لا تنسبن احداً الى عالم الغيب . ويحتمل أن يكون المعنى لا يجوز لحاكم أن يحكم إلا بما حكم الله به أو بما دل على حكم الله ، وليس لأحد أن يحكم من قبل نفسه ، فيكون شريكاً لله في أمره وحكمه . وقيل إن معناه { قل الله أعلم بما لبثوا } الى أن ماتوا . وحكى عن قتادة أن ذلك حكاية عن قول اليهود فانهم الذين قالوا لبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا تسعاً . وقوى ذلك بقوله { قل الله أعلم بما لبثوا } فذكر تعالى أنه العالم بذلك دون غيره . وقد ضعف جماعة هذا الوجه قالوا : لان الوجه الأول أحسن ، لانه ليس لنا أن نصرف اخبار الله الى أنه حكاية إلا بدليل قاطع ، ولأنه معتمد الاعتبار الذي بينه الله ( عز وجل ) للعباد . وقوله { له غيب السماوات والأرض } فالغيب يكون للشيء بحيث لا يقع عليه الادراك ، ولا يغيب عن الله تعالى شيء ، لانه لا يكون بحيث لا يدركه . وقيل { عالم الغيب والشهادة } معناه ما يغيب عن احساس العباد وما يشاهدونه . وقيل ما يصح ان يشاهد وما لا يصح أن يشاهد . وقوله { أبصر به وأسمع } معناه ما أسمعه وما أبصره بأنه لا يخفى عليه شيء فخرج التعجب على وجه التعظيم له تعالى . وقوله { ما لهم من دونه من ولي } اي ليس للخلق وقيل إنه راجع الى اهل الكهف أي ليس لهم من دون الله ولي ولا ناصر { ولا يشرك } يعني الله { في حكمه } بما يخبر به من الغيب { أحداً } . ثم قال لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) { اتل ما أوحي اليك } أي اقرأ عليهم ما أوحى الله اليك من اخبار اصحاب الكهف وغيرهم . وقوله { لا مبدل لكلماته } أي لا مغير لما أخبر الله تعالى به ، لانه صدق ولا يجوز أن يكون بخلافه { ولن تجد من دونه ملتحداً } ومعناه ملتجأ تهرب اليه وقال مجاهد : ملجأ ، وقال قتادة : موئلا . وقيل : معدلا . وهذه الأقوال متقاربة المعنى وهو من قولهم لحدت الى كذا أي ملت اليه ، ومنه اللحد ، لأنه فى ناحية القبر وليس بالشق الذي في وسطه ، ومنه الالحاد في الدين ، وهو العدول عن الحق فيه . { وسنين } فيه لغتان تجمع جمع السلامة وجمع التكسير فالسلامة هذه سنون ورأيت سنين وجمع التكسير بتنوين النون تقول هذه سنون وصمت سنيناً وعجبت من سنين . وقوله { وازدادوا تسعاً } يعني تسع سنين ، فاستغنى بالتفسير في الاول عن اعادته ها هنا .